(٣١٨) ـ
* من نثقفن منهم فليس بآيب*
__________________
الشاهد فيه : قوله «لم يعلما» حيث أكد الفعل المضارع المنفى بلم ، وأصله «ما لم يعلمن» فقلبت النون ألفا للوقف ، وذلك التوكيد عند سيبويه مما لا يجوز إلا للضرورة.
٣١٨ ـ هذا صدر بيت لبنت مرة بن عاهان أبى الحصين الحارثى ، والبيت بكماله من أبيات ترثى بها أباها ، وكان المنتشر بن وهب الباهلى يغاور أهل اليمن فقتل مرة ، وهى :
إنّا وباهلة بن أعصر بيننا |
|
داء الضّرائر بغضة وتقافى |
من نثقفن منهم .... |
|
أبدا ، وقتل بنى قتيبة شافى |
ذهبت قتيبة فى اللقاء بفارس |
|
لا طائش رعش ولا وقّاف |
اللغة : «باهلة» هى بنت صعب بن سعد العشيرة ، من مذحج ، تزوجت مالك بن أعصر ، ثم تزوجت بعده ابنه معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان «الضرائر» جمع ضرة ـ بفتح الضاد ـ وضرة المرأة : امرأة زوجها ، وهذا الجمع نادر لا يكاد يوجد له نظير ، وداء الضرائر : التباغض والتضارب «بغضة» بكسر الباء ـ ومثله فى المعنى البغضاء ـ شدة الكراهية والبغض «تقافى» مأخوذ من قفيته : أى ضربت قفاه «نثقفن» بنون المضارعة ـ أى ندركه ، ونظفر به ، ونأخذه ، ويروى «من يثقفن منهم» ويجب على هذا بناء الفعل للمجهول «آيب» راجع ، وروى :
* من يثقفوا منّا فليس بوائل*
و «وائل» أى : ملتجىء ، أو ناج «طائش» متحير «رعش» مرتعش من الخوف «وقاف» هو الذى لا ببارز العدو جبنا.
الإعراب : «من» اسم شرط مبتدأ «نثقفن» فعل مضارع فعل الشرط ، مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد فى محل جزم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن «منهم» جار ومجرور متعلق بنثقفن «فليس» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، ليس : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة «بآيب» الباء زائدة ، آيب : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة ، والجملة فى محل جزم