قال : لا أعرف له وجها (١).
أقول : وجهه قصور ما دلّ على نجاسة القطعة المبانة من الحيّ عن مثل هذه الجلدة التي هي وعاء المسك ، التي تعدّ في العرف من فضول البدن ، كسائر الأشياء التي لا يعتدّ بها عند انفصالها عن الحيّ ، وأمّا الميتة فينجس منها جميع أجزائها التي حلّ فيها الحياة مطلقا ، فالتفصيل في محلّه ، إلّا أن يدّعى كون هذه الجلدة عند صيرورة ما فيها مسكا مستقلّة بالحكم ، خارجة من حدّ التبعيّة ، فاقدة للروح ، فيفهم طهارتها حينئذ من التعليل في بعض الأخبار الدالّة على طهارة الصوف : بأنّ «الصوف ليس فيه روح ، ألا ترى أنّه يجزّ ويباع وهو حيّ؟» (٢).
وقوله في حسنة حريز ـ الآتية (٣) ـ : «وكلّ شيء ينفصل (٤) من الشاة والدابّة فهو ذكيّ ، وإن أخذته منه بعد موته (٥) فاغسله وصلّ فيه».
وما في رواية أبي حمزة ـ الآتية (٦) ـ من تعليل طهارة الإنفحة : بأنّه ليس لها عرق ولا دم ولا عظم ، فإنّ المقصود به على الظاهر بيان كونه شيئا مستقلّا غير معدود من أعضاء الميّت ، بل هو شيء مخلوق فيه ، كالبيضة في بطن الدجاجة ، كما وقع التصريح بالتمثيل في الرواية.
__________________
(١) كشف اللثام ١ : ٤٠٦.
(٢) مكارم الأخلاق : ١٠٧ ، الوسائل ، الباب ٦٨ من أبواب النجاسات ، ح ٧.
(٣) في ص ٨٤ ـ ٨٥.
(٤) في المصادر : «يفصل».
(٥) في التهذيب والاستبصار : «وإن أخذته منه بعد أن يموت» كما يأتي في ص ٨٥. وفي الكافي : «وإن أخذته منها بعد أن تموت».
(٦) في ص ٩٢.