ومن ثم أعتق النبي صلىاللهعليهوآله من كان في سهمه إكراماً لمرضعته «حليمة السعدية» التي كانت من «هوازن» وردّ عليهم أموالهم ، تبعه على ذلك أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفعل بعض الصحابة ما فعله النبي ووصيه ، ثم تبعهم المسلمون جميعاً.
فلما رأى رجال هوازن هذا الوفاء والعفو والمرؤة والخلق السامي في المسلمين دخلوا الاسلام أفواجاً ، واستأذنوا النبي صلىاللهعليهوآله في العودة ، فأذن لهم صلىاللهعليهوآله.
وكان فيهم «مالك بن عوف» قائدهم المقدام ، وزعيمهم الشجاع ، فأسلم وصار ذا صيت في جهاده من أجل رفع راية الدين الحنيف (١).
كانت أُم البنين عليهاالسلام من نساء هذه القبيلة ، حيث نشأت في بيت عرف رجاله بالشجاعة والكرم والسخاء ، وكان لهم حظ وافر في العلم والمعرفة.
* * *
__________________
(١) انظر غزوة حنين : قصص الراوندي ٣٥٠ الفصل ١٠ ، تفسير القمي ١ / ٢٨٥ وما بعدها غزوة حنين ، البحار ٢١ / ١٤٩ ، باب ٢٨.