.................................................................................................
______________________________________________________
وتكثير العدد ، وتوفير الولد ، لنوائب الدّهر ، وحوادث الأمور ما يرغب في دونه (١) العاقل اللّبيب ، ويسارع إليه الموفق المصيب ، ويحرص عليه الأديب الأريب ، فأولى الناس بالله (٢) من اتّبع أمره ، وأنفذ حكمه ، وأمضى قضاءه ، ورجى جزاءه.
وفلان بن فلان من قد عرفتم حاله وجلاله ، دعاه رضا نفسه ، وأتاكم إيثارا لكم واختيارا لخطبة (٣) فلانة بنت فلان كريمتكم (٤) وبذل لها من الصداق كذا وكذا ، فتلقوه بالإجابة ، وأجيبوه بالرّغبة ، واستخيروا الله في اموركم ، يعزم لكم (٥) على رشدكم إن شاء الله ، نسأل الله أن يلحم (٦) ما بينكم بالبرّ والتقوى ، ويؤلفه بالمحبة والهوى ، ويختمه بالموافقة والرضا ، إنّه سميع الدعاء لطيف لما يشاء (٧).
محمّد بن يعقوب : يرفعه إلى عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : لما أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يتزوّج خديجة بنت خويلد ، أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عمّ خديجة (٨) ، فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال : الحمد لرّب هذا البيت الّذي جعلنا
__________________
والمولودية وغير ذلك ، ورعاية كلّ واحد منها موجبة لتحصيل المثوبات ، وفي كلّ منها منافع دنيوية وأخروية
(١) قوله (في دونه) أي الأقل منه ، والأريب : العاقل ، ذكره الجوهري.
(٢) قوله (فأولى النّاس بالله) أى بفضله ورحمته.
(٣) قوله (واختيارا لخطبة) قال في القاموس : خطب المرأة خطبا وخطبة وخطيبى بكسرهما ، واختطبها وهي خطبة وخطبته وخطيباه وخطيبة ، وهو خطبها بكسرهن ويضمّ الثاني.
(٤) قوله (كريمتكم) اى من يكرم عليكم.
(٥) قوله (يعزم لكم) اى يقدر لكم ما هو خيره لكم.
(٦) قوله (أن يلحم) قال الفيروزآبادي : لحم الصائغ الفضة كنصر ، لامسها ، والتحم والجرح للبرء : التأم ، ويقال : وألحم ما أسديت اى تمّم ما بديت (مقتبسات من مرآة العقول : ج ٢٠ ص ٩٦ ـ ٩٨).
(٧) الكافي : باب خطب النكاح ص ٣٧٣ الحديث ٧.
(٨) قوله (عمّ خديجة) المشهور أنه ابن عمها ، قال الفيروزآبادي : ورقة بن نوفل أسد بن عبد العزّى ،