.................................................................................................
______________________________________________________
سألت الله أن يطعمنيه كلّ يوم ، لفعل ، فقال : وهممت ان أحبّ (١) نفسي؟ قال : يا عثمان من فعل ذلك فليس منّا ، أعنى بنفسه أحد (٢) لا تفعل إنّ وجاء أمتي الصيام ، قال : وهممت أن أحرّم خولة على نفسي؟ (يعني امرأته).
قال : لا تفعل ، فإنّ العبد المؤمن إذا أخذ بيد زوجته كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ، فإن قبلها كتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة ، فإن ألم بها كتب الله له ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة وحضرتهما الملائكة ، فإن اغتسلا لم يمرّ الماء على شعرة من كل واحد منهما إلّا كتب الله لهما حسنة ومحا عنهما سيئة ، فإن كان ذلك في ليلة باردة قال الله عزّ وجلّ لملائكته : انظروا إلى عبدي هذين اغتسلا في هذه اللّيلة الباردة علما منهما اني ربّهما ، أشهدكم أنّي قد غفرت لهما ، فإن كان لهما في مواقعتهما تلك ولد ، كان لهما وصيفا في الجنة ، ثمَّ ضرب رسول الله صلّى الله عليه وآله بيده على صدر عثمان ، وقال : يا عثمان ، لا ترغب عن سنّتي فإنّ من رغب عن سنتي عرضت له الملائكة يوم القيامة فصرفت وجهه عن حوضي (٣).
وعنه صلّى الله عليه وآله : إذا أقبل الرجل المؤمن على امرأته المؤمنة ، اكتنفه ملكان ، وكان كالشّاهر سيفه في سبيل الله ، فاذا فرغ منها تحاتّت عنه الذنوب كما يتحات ورق الشجر (٤) ، فإذا هو اغتسل انسلخ من الذنوب ، فقالت امرأة : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، هذا للرجال فما للنساء؟ قال : هي إذا حملت كتب الله لها أجر الصائم القائم ، فإذا أخذها الطلق لم يدر ما لها من الأجر إلا الله تعالى ، فاذا
__________________
(١) الجبّ قطع الذكر ، أو ما لا يبقى منه قدر الحشفة ، ومنه خصي مجبوب ، مقطوع (مجمع البحرين لغة جبّ).
(٢) وفي المصدر (قال : يا عثمان ليس منا من فعل ذلك بنفسه ولا بأحد إنّ وجأ إلخ).
(٣) دعائم الإسلام : ج ٢ فصل ١ ذكر الرغائب في النكاح ص ١٩٠ الحديث ٦٨٨.
(٤) وزاد في المصدر (أوان سقوطه).