.................................................................................................
______________________________________________________
والعمل.
فالمرأة الصالحة للمنزل عون على الدين ، واحتيال هذه الأسباب شواغل ومشوّشات للقلب ، ومنغّصات للعيش.
وجاء عن النبي صلّى الله عليه وآله : خمسة من السّعادة ، وعدة منها الزوجة الصالحة (١).
وجاء إليه رجل وقال : يا رسول الله ، إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني ، وإذا خرجت شيعتني ، وإذا رأتني مهموما ، قالت : ما يهمّك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك ، فقد تكفّل به غيرك ، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك ، فزادك الله همّا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ان لله عمّالا ، وهذه من عمّاله ، لها نصف أجر الشهيد (٢).
وهي مع هذه الفائدة العاجلة ، من الفوائد الآجلة المؤذنة بتضاعف الحسنات ما لا يوجد في غيره من أصناف الطاعات والعبادات.
وكان عثمان بن مظعون رضي الله عنه من زهّاد الصحابة وأعيانها ، حتى أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أمر بوضع جنازته عن أكتاف المشيّعين وقبّله مرارا ، ونزل إلى قبره والحدة بيده ، ثمَّ سوّى قبره بيده ، فجاء يوما إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله قد غلبني حديث النفس ، ولم أحدث شيئا حتى أستأمرك؟ قال : بم حدّثتك نفسك يا عثمان؟ قال : هممت أن أسيح في الأرض ، قال : فلا تسح فيها ، فإنّ سياحة أمّتي في المساجد ، قال : وهممت أن أحرّم اللّحم على نفسي فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لا تفعل فإني أشتهيه وآكله ، ولو
__________________
(١) دعائم الإسلام : ج ٢ فصل ١٢ ذكر من يستحب ان ينكح. ص ١٩٥ الحديث ٧٠٦ وتمام الحديث (والبنون الأبرار ، والخلطاء الصالحون ، ورزق المرء في بلده ، والحبّ لآل محمّد «ص»).
(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (١١٠) باب ما يستحب ويحمد من أخلاق النساء وصفاتهنّ ص ٢٤٦ الحديث ٨.