.................................................................................................
______________________________________________________
دينه فليتق الله في النصف الباقي (١).
وقال عليه السّلام : معاشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فان الصوم له وجاء (٢).
والوجاء رضّ الخصيتين.
وكسر الشهوة أمر مهمّ في نظر الشرع ، فإنّ الشهوة إن لم يغلبها قاهر الدين والحياء ، أوقعت في المحرّم ، وإن قهرها فغايته قهر الظاهر ، أمّا القلب فلا سبيل عليه ، فربما يشوش عليه عبادته ، حتى ربما توسوس في الصلاة ، فيخطر في خاطره ما لو أظهره بين يدي مخلوق مثله ، لا استحيا منه ، وقلبه بالنسبة إلى البارى تعالى كظاهره بالنسبة إلى المخلوق ، فلا يكاد يسلم قلبه من وجود الشهوة.
ولهذا روى أنّ بعض الصحابة كان يفطر عليه قبل الأكل.
وقال ابن عباس : لا يتمّ نسك الناسك حتى يتزوّج (٣).
فقال بعضهم : لا يفرق قلبه عن شهوة النكاح إلّا بالتزويج ، ولا يتم النسك إلّا بفراغ القلب. والظاهر أنّ مراده : لا يكمل نسك الناسك حتى يتزوّج ، لأن التزوّج أفضل السنن ، ولا يكون نسك الناسك كاملا مع إهماله أعظم السنن.
وعن علي صلوات الله وسلامه عليه ، لم يكن أحد من أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله تزوّج إلّا قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : كمل دينه (٤).
فالزوجة على التحقيق ، قوة وسبب لطهارة النفس ، ولذلك أمر رسول الله صلّى
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (١٠١) باب فضل التزويج ص ٢٤١ الحديث ٣ و ٤).
(٢) صحيح مسلم : كتاب النكاح (١) باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه اليه ، الحديث ٣.
(٣) عوالي اللئالى : ج ٣ ص ٢٩٠ الحديث ٤٥.
(٤) دعائم الإسلام : ج ٢ فصل ١ ذكر الرغائب في النكاح ، ص ١٩٠ الحديث ٦٨٧.