.................................................................................................
______________________________________________________
وكلّ ذلك يدلّ على أنّ المقصود من النكاح إنما هو الولد وبقاء النسل ، فالنكاح ساع في إتمام ما أحبّ الله إتمامه ، والمعرض معطل ومضيّع لما كره الله ضياعه ، وقاطع نسلا أدام الله وجوده من آدم عليه السّلام إليه عقبا بعد عقب حتى انتهى إليه ، وختم الوجود المستدام على نفسه ، فمات أبتر لا عقب له ولا ذكر.
أمّا الوجه الثاني والثالث : أعني تكثير الأمّة وطلب التبرك بدعاء الولد ، فمعلوم ممّا قدمناه من الأحاديث ، وفي معناها كثيرة لا حاجة بنا إلى إيراده كيلا يطول الكتاب.
وأمّا الرابع : وهو أن يموت الولد الصغير فيكون شفيعا له ، فظاهر من نصوصه عليه السّلام وهي كثيرة قدّمنا منها ما يكفي الاستشهاد.
ومثله قوله عليه السّلام : اعلموا أنّ أحدكم يلقى سقطه محبنطئا على باب الجنة ، حتى إذا رآه أخذ بيده حتى يدخله الجنة ، وإنّ ولد أحدكم إذا مات أوجر فيه ، وإن بقي له ، استغفر له بعد موته (١).
وعنه عليه السّلام : من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة بفضل رحمته وآبائهم ، قيل : يا رسول الله صلّى الله عليه وآله واثنان؟ قال : واثنان (٢).
(الفائدة الثانية) التحصن عن الشيطان ، وكسر الشوقان ، ودفع غوائل الشهوة ، وغضّ البصر ، وحفظ الفرج ، وإليه الإشارة بقوله : «من تزوّج فقد أحرز نصف
__________________
تزوج امرأة فأصابها شمطاء وقال : حصير في بيت خير من امرأة لا تلد) وفي الفقيه : ج ٣ (١٧٨) باب النوادر ص ٣٥٨ س ١٨ ولفظه (ولحصير في ناحية البيت إلخ).
(١) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (١٤٨) باب فضل الأولاد ص ٣١١ الحديث ١٥.
(٢) ثواب الأعمال : ثواب من قدم أولادا يحتسبهم عند الله ص ٢٣٣ ، الحديث ٣ الى قوله (بفضل رحمته) وفي المستدرك كتاب الطهارة باب ٦٠ من أبواب الدفن ، حديث ٦ وفيه (فقيل : يا رسول الله واثنان؟ قال : واثنان).