.................................................................................................
______________________________________________________
قرارا ومستودعا للنطفة وسلّط متقاضى الشهوة على كل من الذكر والأنثى.
فهذه الأفعال تشهد بلسان ذلق في الإعراب عن مراد خالقها وبانيها ، وينادي أرباب الألباب بتعريف ما أعدّت له ، فالتارك للنكاح المتعلّل نبوع ما ، من الأعذار ، داحض الحجة ، محجوج القول ، خاسر الصفقة ، وإنما مثله في ذلك كالسيد إذا أسلم إلى عبده البذر وآلات الحرث ، وهيّأ له أرضا للحراثة ، وكان العبد قادرا على الحراثة ، ووكّل به من يتقاضاه ، فإنه إن ترك ما أمر به ؛ وتكاسل ، وعطل آلة الحرث ، وترك البذر ضائعا حتى فسد ، ودفع الموكّل عن نفسه بنوع من الحيلة ، كان مستحقا للغضب والعقوبة من سيّده.
هذا لو لم يصرح سبحانه وتعالى على لسان نبيه صلّى الله عليه وآله بالمراد ، حيث يقول : ما من شيء أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح ، وما من شيء أبغض إلى الله عزّ وجلّ من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة ، يعني الطلاق (١).
وقال عليه السّلام : تناكحوا تناسلوا (٢).
ولهذا قال صلّى الله عليه وآله : تزوّجوا سوداء ولودا ، ولا تزوّجها حسناء عاقرا (٣).
وقال عليه السّلام : حصير ملفوف في زاوية البيت خير من امرأة لا تلد (٤).
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ، باب في الحضّ على النكاح ، ص ٣٢٨ قطعة من حديث ١.
(٢) المستدرك : ج ٢ كتاب النكاح ص ٣٥١ الحديث ١٧ نقلا عن عوالي اللئالى ، وتمامه (أباهي بكم الأمم يوم القيامة).
(٣) الكافي : ج ٥ ، باب كراهية تزويج العاقر ، ص ٣٣٤ قطعة من حديث ٤.
(٤) التذكرة : ج ٢ ص ٥٦٩ رواه في المقدمة السادسة من مقدمات النكاح نقلا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ورواه في كنز العمال : ج ١٦ حرف النون ، الحديث ٤٥٥٨٩ ولفظه (عن ابن عمر ، ان عمر