.................................................................................................
______________________________________________________
للحساب ، فيقال للملائكة : اذهبوا بهؤلاء إلى الجنة ، فيقفون على باب الجنة ، فيقال بهم : مرحبا بذراري المسلمين ، أدخلوا لا حساب عليكم ، فيقولون : أين آباؤنا وأمّهاتنا؟ فتقول الخزنة : إنّ آباءكم وأمّهاتكم ليسوا مثلكم ، إنهم كانت لهم ذنوب وسيئات ، فهم يجلسون ويطالبون بها ، قال : فيتصايحون ويضجّون على باب الجنة ضجة واحدة ، فيقول الله سبحانه وتعالى : وهو أعلم ، ما هذه الضجّة؟ فيقولون أطفال المسلمين قالوا : لا ندخل الجنة إلّا مع الآباء ، فيقول الله تعالى : تخلّلوا الجمع فخذوا بأيدي آبائهم فأدخلوهم الجنة (١).
ومن جملة المعاني التي فسر بها قوله تعالى «فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ» (٢) تقديم الأطفال (ه) كونه سببا لذكر الله.
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما يمنع المؤمن أن يتّخذ أهلا ، لعل الله يرزقه نسمة يثقل الأرض بـ «لا إله إلّا الله» (٣).
وقال يوسف لأخيه : كيف استطعت أن تتزوج النّساء بعدي؟ فقال : إن أبي أمرني وقال : إن استطعت أن يكون لك ذرّية تثقل الأرض بالتسبيح ، فافعل (٤).
أما الأوّل من الوجوه ، وهو (موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد لبقاء نوع الإنسان) فهو أدقّ الوجوه ، وأبعدها عن أفهام العوام ، وأقواها عند ذوي البصائر والأفهام ، وأرباب الفكر في عجائب صنعة العلام ، لأنّ الله سبحانه (خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) ، وخلق النطفة ، وهيّأ لها في الأنثيين عروقا ومجاري ، وخلق الرحم
__________________
(١) المستدرك : (الطبعة الحديثة) ج ٢ باب استحباب احتساب موت الأولاد ، ص ٣٨٩ الحديث ٩ نقلا عن البحار.
(٢) سورة البقرة ـ ٢٢٣.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (١٠١) باب فضل التزويج ص ٢٤١ الحديث ١.
(٤) الكافي : ج ٥ ، باب كراهة الغربة ، ص ٣٢٩ الحديث ٤.