.................................................................................................
______________________________________________________
دقائق المعرفة ، وإيضاحا لسوابغ النعمة ما توصل إلى التوحيد والمعرفة ، ويزرع في القلوب من غزائر الإيمان ، ويؤنس الصدور من وحشة نزغات الشيطان ، بحيث يصير معرفته لخلقه كالعيان ، ويذعن لربوبيّته الانس والجانّ ، قال عزّ من قائل «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ» (١).
وفي الوصلة إلى الولد قربة من خمسة أوجه :
(أ) موافقة محبة الله لبقاء نوع الإنسان.
(ب) تحصيل محبة رسول الله صلّى الله عليه وآله في تكثير من به المباهاة ، حيث قال : تناكحوا تكثروا فإنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط (٢).
وقال عليه السّلام : والمولود في أمّتي أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس (٣).
(ج) طلب التبرّك بدعاء الولد ، فان رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : إذا مات المؤمن انقطع عمله إلّا من ثلاث : ولد صالح يدعو له (٤) الحديث ١.
وبالجملة دعاء الولد لأبويه مفيد برّأ كان الولد أو فاجرا ، فهو مثاب على دعواته وحسناته ، لأنه من كسبه ، وغير مؤاخذ بسيئاته ، فإنه (لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).
(د) طلب الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبله.
روى سليم بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن عليه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لرجل : تزوّجها سوداء ولودا ، ولا تزوّجها حسناء جميلة عاقرا ، فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ، أو ما علمت أنّ الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم ، يحضنهم إبراهيم عليه السّلام وتربّيهم سارة في جبل فيه مسك وعنبر
__________________
(١) لقمان : ٢٥.
(٢) الجامع الصغير للسيوطي : ج ١ حرف التاء ، الحديث ٣٣٦٦.
(٣) عوالي اللئالى : ج ٣ ص ٢٨٦ الحديث ٣.
(٤) تقدم آنفا نقلا عن مسند احمد بن حنبل.