الرّجل إلى امرأته فقال لها إن حبيبا إنما اشترى لنا من ربّه المنزل في الجنة فقالت : يا أبا فلان أرجو أن يكون قد وفق الله حبيبا وما قدر ما يكون لبثنا في الدنيا فارجع إليه فليكتب لنا كتابا بعهدة المنزل [قال : فأتيت حبيبا فقلت له : يا أبا محمد قبلنا ما اشتريت لنا ، فاكتب لنا كتاب عهدة](١) فقال : نعم ، فدعا من يكتب له الكتاب فكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى حبيب أبو محمّد من ربّه عزوجل لفلان الخراساني اشترى له منزلا في الجنة بقصوره وأنهاره وأشجاره ووصفائه ووصيفاته بعشرة آلاف درهم فعلى ربّه تعالى أن يدفع هذا المنزل لفلان الخراساني ويبرئ حبيبا من عهدته ، فأخذ الخراساني الكتاب وانطلق به إلى امرأته فدفعه إليها ، وأقام الخراساني نحوا (٢) من أربعين يوما ثم حضرته الوفاة فأوصى امرأته إذا غسلتموني وكفنتموني فادفعوا هذا الكتاب إليهم يجعلونه في أكفاني ، ففعلوا ودفن الرجل الخراساني فوجدوا على ظهر قبره مكتوبا في رق كتابا أسود في ضوء الرق براءة لحبيب أبي محمّد من المنزل الذي اشتراه لفلان الخراساني بعشرة آلاف درهم ، فقد دفع ربّه إلى الخراساني ما شرطه له حبيب وأبرأه منه. فأتي حبيب بالكتاب فجعل يقرأه ويقبّله ويبكي ويمشي إلى أصحابه ويقول هذه براءتي من ربي تبارك وتعالى ، انتهى.
قال (٣) : ونبأنا عبد الله بن محمّد ، نبأنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، [نبأنا محمّد بن إسحاق](٤) ، نبأنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان الداراني يقول : كان حبيب أبو محمّد يأخذ متاعا من التجار ويتصدّق به ، فأخذ مرة فلم يجد شيئا يعطيهم ، فقال : يا ربّ كأنه قال : تنكس وجهي عندهم ، فدخل فإذا هو بجوالق من شعر كأنه نصب من أرض البيت القريب من السّقف مليء دراهم. فقال : يا ربّ ليس أريد هذا ، قال : فأخذ حاجته وترك البقية ، انتهى.
أخبرنا أبو محمّد بن البركات المقرئ ، أنبأنا أبو الفوارس النقيب ، أنبأنا أبو الحسين المعدّل ، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف ، [أنبأنا] ابن صفوان ، أنبأنا أبو بكر بن أبي
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن حلية الأولياء.
(٢) بالأصل «نحو».
(٣) انظر حلية الأولياء لأبي نعيم ٦ / ١٥٣.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من حلية الأولياء.