المصحف فوضعه [في] عنقه وذهب به إلى عياله ، انتهى.
قال : وحدثني محمّد بن الحسين ، حدّثني العبّاس بن الفضل الأزرق ، حدثني مجاشع الدّيري قال : ولدت امرأة من جيران حبيب غلاما جميلا أقرع الرأس قال : فجاء به أبوه إلى حبيب أبي محمّد بعد ما كبر الغلام وأتت عليه ثنتا عشرة (١) سنة فقال : يا أبا محمّد أما ترى إلى ابني هذا وإلى جماله وقد بقي أقرع الرأس كما ترى فادع الله تعالى له ، فجعل حبيب يبكي ويدعو للغلام ويمسح بالدموع رأسه قال : فو الله ما قام من بين يديه حتى اسودّ رأسه من أصول الشعر فلم يزل بعد ذلك الشعر حتى كان كأحسن الناس شعرا. قال مجاشع : قد رأيته أقرع ورأيته ذا شعر ، انتهى.
قال : وحدثني محمّد بن الحسين ، حدثني شعيب بن محرز ، نبأنا إسماعيل بن يونس وكان جارا لحبيب أبي محمّد قال : وكان جار لنا يعبث بحبيب كثيرا فدعا حبيب عليه فبرص ، قال إسماعيل : فأنا والله رأيته أبرص ، انتهى.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، نبأنا يونس ، قال : جاء رجل إلى أبي محمّد فشكى إليه دينا عليه. فقال : قال اذهب واستقرض فأنا أضمن ، فقال : فأتى رجلا فأقرضه خمسمائة درهم ، وضمنها أبو محمّد ثم جاء الرّجل فقال : يا أبا محمّد دراهمي فقد أضرني حبسها قال : نعم ، غدا. فتوضّأ أبو محمّد ودخل المسجد ودعا الله تبارك وتعالى وجاء الرّجل فقال له : اذهب فإن وجدت في المسجد شيئا فخذه ، قال : فذهب فإذا في المسجد فيها صرة فيها خمسمائة درهم ، فذهب فوجدها تزيد على خمسمائة فرجع إليه فقال : يا أبا محمّد تلك الدّراهم تزيد ، فقال : إن كانى راسخت جرب (٣) سخت. اذهب هي لك ـ يعني من وزنها وزنها ، راجحة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نبأنا عبد العزيز بن أحمد الصّوفي ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر وابنه أبو علي وعبد الوهّاب الميداني وأبو نصر بن الجبّان واللفظ لابن أبي نصر قالوا : أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا أبي ، حدثنا عبد الله بن
__________________
(١) بالأصل : عشر.
(٢) حلية الأولياء ٦ / ١٥٠.
(٣) مهملة بالأصل والمثبت عن الحلية.