كلتاهما حلب العصير فعاطني |
|
بزجاجة أرخاهما للمفصل |
قوله كلتاهما حلب العصير : يعني الخمر والماء ، أرخاهما للمفصل أي الصّرف ، والمفصل ـ بكسر الميم ـ : اللسان ، والمفصل واحد المفاصل.
بزجاجة رقصت بما في جوفها |
|
رقص القلوص براكب مستعجل |
المعنى رقص ما في جوفها فيها ، ويروى : في قعرها (١) :
حسبي أصيل في الكرام ومذودي |
|
تكوي مواسمه جيوب المصطلي (٢) |
مذوده : لسانه ، يقول : من اصطلى بناري ، أي من تعرض لي وسمت جنبه بلساني أي بهجائي :
ولقد تقلّدنا العشيرة أمرها |
|
ونسود يوم النائبات ونعتلي |
يعني : أن عشيرتهم تفوّض أمرها إليهم وتطيعهم والتقليد هاهنا الطاعة ، أنشدني أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة وأبو موسى النحويان في هذا المعنى :
فقلّدوا أمركم لله درّكم |
|
رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا |
ويسود سيّدنا جحاجح سادة |
|
ويصيب قائلنا سواء المفصل |
الجحاجح : السادة ، فقال : ساده سادة تأكيدا ، وقائلهم : خطيبهم ، وسواء المفصل : وسط المفصل ، والسواء : الوسط ، ومنه قوله عزوجل (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ)(٣) أي يفصل الخطة العظيمة والأمر العظيم.
وتزور أبواب الملوك ركابنا |
|
ومتى نحكّم في البرية نعدل |
وفتى يحبّ الحمد يجعل ماله |
|
من دون والده ، وإن لم يسأل |
يعطي العشيرة حقّها ويزيدها |
|
ويحوطها في النائبات المفضل (٤) |
قال : أنا أبو جعفر ، قال : فحدّثني أبو خليفة عن ابن سلام ، قال (٥) : ومن الشعر
__________________
(١) وهي رواية الديوان ص ١٨١.
(٢) في الديوان : «نسبي أصيل ... جنوب المصطلي».
(٣) سورة الصافات ، الآية : ٥٥.
(٤) البيت ليس في ديوانه.
(٥) طبقات الشعراء لابن سلام ص ٨٧ ـ ٨٨ وذكر أربعة أبيات ، منها البيتان الواردان بالأصل.