الزبيري يزيد بعضهم على بعض وهذا لفظ ابن دريد قال : كانت مأدبة في زمن عثمان فدعي لها الناس ، وكان فيهم عدة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفيهم زيد بن ثابت ، وخارجة بن زيد ، وحسّان بن ثابت ، وعبد الرّحمن بن حسّان ، وقد كفّ حسّان وثقل سمعه وكان إذا دعي قال : أخرس (١) أم عرس أم إعذار (٢)؟ ثم يجيب. قال خارجة : فأتينا بالطعام فجعل حسّان يقول لابنه : أطعام يد أم طعام يدين؟ فإذا قيل طعام يد أكل ، وإذا قيل طعام يدين أمسك. وفي حديث أبي حازم : فأتي بالشواء فقال : أطعام يد أم طعام يدين فامتنع ثم أتي بالثريد فقال : أطعام يد أم طعام يدين؟ فقال : طعام يد فأكل ، رجع ، إلى حديث ابن دريد : فلما فرغ القوم ثنيت له وسادة ، وأقبلت الميلاء ، وهي يومئذ شابة ، فوضع في حجرها مزهر فضربت ، ثم غنّت فكان أوّل ما بدأت بشعر حسّان :
انظر حبيبي بباب جلق هل |
|
تؤنس دون البلقاء من أحد |
أجمال شعثاء إذ هبطن من |
|
المحض بين الكثبان فالسّند |
يحملن (٣) حور العيون يرفلن في |
|
الرّبط حسان الوجوه كالبرد |
من دون بصرى وخلفها جبل الثلج |
|
عليه السّحاب كالقدد (٤) |
إني وأيدي المخيّسات (٥) وما |
|
يقطعن من كل سربخ جدد (٦) |
والبدن ، إذ قرّبت لمنحرها |
|
حلفة برّ اليمين مجتهد |
ما حلت عن عهد ما علمت ولا |
|
أحببت حبي إياك من أحد |
تقول شعثاء : لو صحيت عن الخمر |
|
لأصبحت (٧) مثري العدد |
__________________
(١) الخرس : طعام يصنع لسلامة النفساء (اللسان : خرس).
(٢) الأعذار : طعام يصنع للختان (اللسان : عذر).
(٣) روايته في ديوانه ص ٦٦ :
يحملن حوّاء ، حور المدامع في الر |
|
يط وبيض الوجوه كالبرد. |
الريط واحدتها ريطة وهي الملاءة.
(٤) لعله أراد بجبل الثلج جبل حرمون ، من جبال السلسلة الشرقية في لبنان وهو مطل على سوريا والجولان وفلسطين والأردن.
(٥) عن الديوان وبالأصل : «المحبسات».
(٦) السربخ : الأرض البعيدة ، والجدد : الأرض الغليظة.
(٧) في الديوان : تقول شعثاء : لو تفيق من الكأس لألفيت.