وأفضل ما نلتم من المجد والعلا |
|
رفادتنا من بعد ذكر المكارم (١) |
فإن كنتم جئتم لحقن (٢) دمائكم |
|
وأموالكم أن تقسموا في المقاسم |
فلا تجعلوا لله ندّا وأسلموا |
|
ولا (٣) تفخروا عند النبي بدارم |
وإلّا وربّ البيت مالت أكفنا |
|
على رءوسكم بالمرهفات الصوارم (٤) |
قال : فقال رئيسهم (٥) : يا هؤلاء ، إني والله ما أدري ما هذا الأمر فيكم ، فتكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا وأحسن قولا ، ثم دنا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله قال : فأسلم ، وأسلم أصحابه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يضرّك ما كان قبل هذا» [٣٠١١].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (٦) ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني ، نا أبو خليفة ، نا محمد بن سلام ، قال : لما قال حسّان بن ثابت للحارث المرّي :
وأمانة المرّي حيث لقيته |
|
مثل الزّجاجة صدعها لم يجبر (٧) |
قال الحارث : يا محمد أجرني من شعر حسّان فو الله لو مزج به ماء البحر مزجه ، وقد وقعت إلي هذه القصّة بتمامها.
أخبرنا بها أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن محمد بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه ، نا أبو محمد بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن النحاس ، نا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي ، نا أبو عثمان سعيد البصري بمكحولان ، نا عقبة بن سنان الهدادي ، نا عثمان بن عثمان الغطفاني ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي
__________________
(١) عجزه في الديوان : ردافتنا عند احتضار المواسم.
(٢) عن الديوان وابن هشام وفي الأصل «لحقتم».
(٣) عجزه في الديوان وابن هشام : ولا تلبسوا زيّا كزيّ الأعاجم.
(٤) مكانه في الديوان :
وإلّا أبحناكم وسقنا نساءكم |
|
بصمّ القنا ، والمقربات الصلادم |
(٥) هو الأقرع بن حابس كما في ابن هشام والأغاني.
(٦) بالأصل «السمرقند».
(٧) من ثلاثة أبيات في ديوانه ص ١٢١ وبالأصل : «لا يجبر» والمثبت «لم يجبر» عن الديوان فالأبيات مكسورة الروي.