بضرب كإيزاع المخاض مشاشة |
|
وطعن كأفواه اللقاح الصوادر |
وسل أحدا يوم استقلّت شعابه |
|
بضرب لنا مثل الليوث الخوادر |
ألسنا نخوض الحوض في حومة الوغى |
|
إذا طاب ورد الموت بين العساكر |
ونضرب هام الدارعين وننتمي |
|
إلى حسب من حزم غسّان قاهر |
ولو لا حياء الله قلنا تكرما |
|
على الناس بالخيفين هل من منافر؟ |
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصا |
|
وأمواتنا من خير أهل المقابر |
قال : فقام الأقرع بن حابس فقال : يا محمد ، إنّي والله لقد جئت في أمر ما جاء به هؤلاء ، وقد قلت شيئا فاستمعه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هات» ، قال (١) :
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا |
|
إذا اختلفوا (٢) عند اذكار المكارم |
وأنّا رءوس الناس من كل معشر (٣) |
|
وأن ليس في أرض الحجاز كدارم |
من أوله إلى هاهنا اللفظ لحديث إسحاق بن شاهين ، ثم رجع إلى حديث محمد بن إسحاق وزاد :
وأن لنا المرباع من كل غارة |
|
تكون (٤) بنجد أو بأرض التهائم |
قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قم فأجبه» قال ، فقام حسّان فقال :
بنو دارم لا تفخروا إنّ فخركم |
|
يعود وبالا عند ذكر المكارم (٥) |
هبلتم علينا تفخرون وأنتم |
|
لنا خول ما بين ظئر وخادم |
قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما قد كنت ظننت أن الناس قد نسوه منك حين يقول حسّان : «من بين ظئر وخادم» ، ثم عاد حسّان إلى قوله :
__________________
(١) البيتان في الطبري وابن هشام نسبا للزبرقان بن بدر ، وفي الأغاني نسبا لعطارد بن حاجب.
(٢) في ابن هشام : إذا احتفلوا عند احتضار المواسم.
وفي الأغاني : إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم.
(٣) صدره في ابن هشام والأغاني : بأنا فروع الناس في كل موطن.
(٤) عجزه في ابن هشام : نغير بنجد أو بأرض الأعاجم.
(٥) الشعر في ديوانه ص ٢٢٩ وسيرة ابن هشام ٤ / ٢١٢ وأورد في الأغاني بيتين غيرهما وهما من القصيدة عينها.
وفي المصدرين «بني» بدل «بنو».