فمن يهجو رسول الله منكم |
|
ويمدحه وينصره سواء |
وجبريل رسول الله فينا |
|
وروح القدس ليس له كفاء |
هذا لفظ ابن أبي مريم. هذا حديث صحيح اتفق على صحته البخاري ومسلم [٣٠٠١].
أخبرناه أبو سعد عبد الرّحمن بن أبي القاسم الفقيه ، أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد ـ بأصبهان ـ [أنا](١) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكّي ، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني خالد بن [يزيد ، عن](٢) سعيد بن أبي هلال ، عن عمارة بن غزية ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن عائشة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «اهج قريشا فإنه أشدّ عليها من رشق النبل» وأرسل إلى ابن رواحة فقال : «اهجهم» فهجاهم فلم يرض ، فأرسل إلى كعب بن مالك ، ثم إلى حسّان بن ثابت فلما دخل قال : قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ، ثم دلع لسانه فجعل يحركه فقال : والذي بعثك بالحق لأفرينهم فري الأديم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها ، وإن لي فيهم نسبا حتى يخلّص لك نسبي» فأتاه حسّان ، ثم رجع فقال : يا رسول الله قد خلّص لي نسبك فو الذي بعثك بالحق لأسلّنّك كما تسلّ الشعرة من العجين. قالت عائشة : يقول لحسّان : «إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله» قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «هجاهم حسّان فشفى واشتفى» [٣٠٠٢] ، قال حسّان :
هجوت محمّدا فأجبت عنه |
|
وعند الله في ذاك الجزاء |
هجوت محمدا برّا حنيفا |
|
رسول الله شيمته الوفاء |
فإن أبي ووالدتي وعرضي |
|
لعرض محمد منكم وقاء |
ثكلت بنيتي إن لم تروها |
|
تثير النّقع من كنفي كداء (٣) |
تنازعها الأعنة مصعدات |
|
على اليابها (٤) الأسل الظماء |
__________________
(١) زيادة لازمة للإيضاح.
(٢) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل وبجانبه كلمة صح.
(٣) في البيت إقواء.
(٤) كذا ، وفي الديوان : على أكتافها.