أنبأنا أبو علي الحداد وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حزوّر الأصبهاني أبو غالب صاحب أبي أمامة ، روى عن أنس بن مالك يعرف بصاحب المحجن.
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما حزوّر ـ بفتح الحاء والزاي وتشديد الواو ـ فهو حزوّر اسم أبي غالب الباهلي ، روى عن أبي أمامة الباهلي ، حدث عنه أشعث بن عبد الملك ، وعلي بن مسعدة ، وجماعة غيرهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدّنيا ، حدّثني محمد بن عبد العزيز المروزي ، نا علي بن شقيق ، نا الحسين بن واقد ، عن أبي غالب ، قال : كنت اختلف إلى الشام في تجارة ، وعظم ما كنت اختلف من أجل أبي أمامة ، فإذا فيها رجل من قيس من خيار الناس ، فكنت أنزل عليه ، ومعنا ابن أخ له مخالف لأمره ينهاه ويضربه ، فلا يطيعه فمرض الفتى ، فبعث إلى عمه فأبى أن يأتيه ، فأتينا به حتى أدخلته عليه ، فأقبل يشتمه ، ويقول : أي عدو الله الخبيث ، ألم تفعل كذا؟ ألم تفعل كذا؟ قال : أفرغت ، أي عم؟ قال : نعم ، قال : أرأيت لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي؟ قال : إذا والله كانت تدخلك الجنة. قال : فو الله لله أرحم بي من والدتي. فقبض الفتى فخرج عليه عبد الملك بن مروان ، فدخلت القبر مع عمه ، فخطوا له خطا ولم يلحدوه. قال : فقلنا باللّبن فسوينا. قال : فسقطت منها لبنة. قال : فوثب عمه فتأخر ، قلت : ما شأنك؟ قال : ملئ قبره نورا ، وفسح له مدّ البصر.
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، أنا سعيد بن محمد بن أحمد البحيري (٢) ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن غيث المحتسب الرازي ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين ، نا أحمد بن يوسف ، نا يحيى بن يحيى ، نا جعفر بن سليمان ، عن أبي غالب ، قال : خرجت من الشام في ناس ، فنزلنا منزلا بحضرة قرية
__________________
(١) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٦٣.
(٢) إعجامها غير واضح بالأصل ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٠٣.