وأخذتنا ريح شديدة ، وقرّ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله تعالى معي يوم القيامة» قال : فسكتنا فلم يجبه منا أحد (١) ثم قال : «ألا رجل يأتينا بخبر من القوم جعله الله تعالى معي يوم القيامة» قال : فسكتنا فلم يجب منا أحد (٢) ، ثم قال : فسكتنا. فقال : قمّ يا حذيفة ـ أراه قال : فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم ـ قال : «اذهب فائتنا بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ» فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمّام (٣) حتى أتيتهم ـ فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار ، فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تذعرهم عليّ» ولو رميته لأصبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمّام ، فلما أتيته فأخبرته خبر القوم وفرغت قررت ، فألبسني رسول الله صلىاللهعليهوسلم فضل عباءة كانت عليه يصلّي فيها ، فلم أزل نائما حتى أصبحت ، فلما أصبحت قال : «قم يا نومان» [٢٩٥٠].
أخرجه مسلم عن أبي خيثمة (٤)
وأخبرناه أبو سهل بن سعدوية ، أنبأنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله ، أنبأنا محمّد بن هارون ، نبأنا إسحاق بن شاهين الواسطي ، أنبأنا خالد بن عبد الله ، عن سعيد بن المرزبان أبي سعيد ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن حذيفة قال : قال ـ يعني ـ رجل من القوم : لو أدركت رسول الله صلىاللهعليهوسلم لخدمت ولفعلت ، فقال حذيفة : لقد رأيتني ليلة الأحزاب ونحن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلّي من اللّيل في ليلة باردة لم نر قبله ولا بعده بردا كان أشدّ منه فحانت مني التفاتة فقال : «ألا رجل يذهب إلى هؤلاء فيأتينا بخبرهم جعله الله معي يوم القيامة» قال : فما قام منا إنسان قال : فسكتوا ، ثم عاد قال : فسكتوا ، ثم قال : «يا أبا بكر» ثم قال : استغفر الله ورسوله ، ثم قال : إن شئت ذهبت فقال : «يا عمر» فقال : استغفر الله ورسوله ، ثم قال : «يا حذيفة» قال : لبيك ، فقمت حتى أتيت وإن جنبي ليضربان من البرد فمسح رأسي ووجهي ثم قال : «ائت هؤلاء القوم حتى تأتينا
__________________
(١) بالأصل «أحدا» خطأ.
(٢) بالأصل «أحدا» خطأ.
(٣) يعني أنه لم يجد البرد الذي يجده الناس ، ولا من تلك الريح الشديدة شيئا ، بل عافاه الله منه ببركة إجابته للنبي صلىاللهعليهوسلم. والحمام مشتق من الحميم وهو الماء الحار.
(٤) صحيح مسلم (٣٢) كتاب الجهاد والسير (حديث ١٧٨٨).