علي بن البقّال المقرئ ، وأبو محمّد أحمد وأبو الغنائم محمّد ، أنبأنا علي بن الحسن بن أبي عثمان حينئذ ، وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم ابن أبي عثمان ، قالوا : أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع ، حدثنا أبو عبد الله المحاملي ـ إملاء ـ حدّثنا يوسف بن موسى ، نبأنا جرير ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، قال : أتى علقمة الشام فدخل مسجدا فصلّى فيه قال : ثم جاء حلقة فجلس فيها ، فجاء رجل فعرفت في تحوش القوم وهيئته أنه قال فجلس إلى جنبي فقلت : الحمد لله إني لأرجو أن يكون الله عزوجل استجاب دعوتي قال : وذلك الرّجل أبو الدّرداء قال : فقال : وما ذاك؟ قال علقمة : دعوت الله عزّ جلّ أن يرزقني جليسا صالحا فأرجو أن تكون أنت ، فقال : ممن أنت؟ قال : فقلت : من أهل الكوفة ، أو من أهل العراق ثم من أهل الكوفة ، فقال أبو الدّرداء : ألم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد أو السّواك ـ شك يوسف : السّواك والمطهرة ـ أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلىاللهعليهوسلم قال يعني عمّار بن ياسر ويعني صاحب النعلين والوساد أو السواك والمطهرة عبد الله بن مسعود. قال : أولم يكن فيكم صاحب السرّ الذي لا يعلمه غيره أو أحدا غيره قال يعني حذيفة ، ثم قال : تحفظ كيف كان عبد الله يقرأ؟ قال : قلت : نعم ، قال : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) قال علقمة : فقلت : والذكر والأنثى ، قال أبو الدّرداء والله الذي لا إله إلّا هو بها قد أقرأت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيه إلى فيّ ، فما زال هؤلاء حتى كادوا أن يردوني عنها ، انتهى.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نبأنا محمّد بن جعفر ، نبأنا شعبة ، عن مغيرة أنه سمع إبراهيم يحدث قال : أتى علقمة الشام فصلّى ركعتين وقال : اللهمّ وفق لي جليسا صالحا ، قال : جلس إليّ رجل فإذا هو أبو الدّرداء فقال : ممن أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، فقال : هل تدري كيف كان عبد الله يقرأ هذا الحرف : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) والذكر والأنثى فقال : هكذا سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأها فما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني ، ثم قال : أوليس فيكم صاحب الوساد والسواك يعني عبد الله بن مسعود ، أليس فيكم الذي أجاره الله على لسان نبيّه من الشيطان يعني عمّار بن ياسر ، أليس فيكم الذي يعلم السرّ ولا يعلمه غيره يعني حذيفة ، انتهى.