ومعانيه ، وما يمتنع منه وما يجوز فيه ، فأفاضوا في هذه الوجوه إلى أن انتهوا إلى ذكر أبي تمام ومسلم بن الوليد ، وقال كل واحد منهم في تجميل أوصافهما ، وترتيب أشعارهما بما حضره ، فلم أصغ كل الإصغاء إلى ما أتوا (١) به من ذلك ، إذ لم يجر على قصد التحقيق وظهر منهم أو من بعضهم تشوّف إلى أن آتي بما عندي من ذلك ، فقلت : أبو تمام له التقدم في أحكام الصنعة وحبك (٢) الألفاظ المطابقة المستعذبة ، وإبداع المعاني اللطيفة المستغربة ، والاستعارة (٣) المتقبلة ، الغريبة ، والتشبيهات الواضحة العجيبة ، ومسلم له الطبع وقرب المأخذ ، فتقبّلوا هذا وأعجبوا به وأظهروا استحسانه والاغتباط باستفادته ، ثم حضرني بعض من يتعاطى هذا الشأن فسألني إملاءه عليه ، فقلت له أنا قائل لك في هذا قولا وجيزا مختصرا يأتي على المعنى ، وله مع الاختصار حلاوة ، وبهاء وطلاوة ، وهو أن أبا تمام أصنع ، ومسلم أطبع ، انتهى.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن العلاف في كتابه حينئذ ، أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه حينئذ ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، نا أبو الحسين بن العلاف ، قالا : أنبأ أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، قال : أنشدني الأشحامي لحبيب بن أوس حينئذ.
وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، ثم حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي عنه ، أنبأنا مشرف بن الخضر التمار ـ إجازة ـ أنبأنا أبو حازم محمّد بن الحسين بن الفراء ، أنشدني منير بن أحمد بن منير المعدل بمصر ، أنشدنا أحمد بن بهزاد ، أنشدني أبو العباس الرياحي من ولد أحمد بن رباح القاضي لأبي تمام :
وطول مقام المرء في الحي مخلق |
|
لديباجتيه فاغترب تتجدّد |
فإني رأيت الشمس زيدت محبّة |
|
إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد |
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وابن سعيد قالا : وأبو النجم الشيحي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم بن الأبيوردي ، أنبأنا أبو علي
__________________
(١) اللفظة غير مقروءة بالأصل والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) اللفظة غير مقروءة بالأصل والمثبت عن الجليس الصالح.
(٣) عن الجليس الصالح ورسمها مضطرب بالأصل.