ليقالنّ له يوم القيامة : اكفنا زاوية من زوايا جهنم ، رجل يملك عشرين أو بضع (١) وعشرين سنة ، لا يدع لله تعالى معصية إلا ارتكبها حتى لو لم يبق إلّا معصية واحدة فكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها يقتل بمن أطاعه من عصاه ، انتهى.
أخبرنا قال : وأنبأنا أبو صالح بن أبي طاهر [العنبري] ، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي ، نبأنا محمّد بن نصر الجارودي ، نبأنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، نبأنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أيّوب ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، عن علي أنه قال : الشاب الذّيّال أمير المصرين يلبس فروتها ، ويأكل خضرتها ، ويقتل أشراف أهلها يشتد منه الفرق (٢) ، ويكثر منه (٣) الأرق ويسلطه الله على شيعته ، انتهى.
قال : وأنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد (٤) الصّنعاني ـ بمكة ـ أنبأنا إسحاق بن إبراهيم ، نبأنا عبد الرزّاق ، أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن مالك (٥) بن دينار ، عن الحسن قال : قال علي لأهل الكوفة : اللهمّ كما ائتمنتهم فخانوني ونصحت لهم فغشوني فسلّط عليهم فتى ثقيف الذّيّال الميّال يأكل خضرتها ويلبس فروتها ، ويحكم فيها بحكم الجاهلية ، قال يقول الحسن : وما خلق الله الحجّاج يومئذ ، انتهى.
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة (٦) ، نبأنا سليمان بن أحمد ، نبأنا القاسم بن زكريا ، أنبأنا إسماعيل بن موسى السّهمي (٧) ، نبأنا علي بن مسهر عن الأجلح ، عن الشعبي ، عن أمّ حكيم بنت عمرو بن سنان [الجدلية](٨) قالت : استأذن الأشعث بن قيس على علي عليهالسلام ، فردّه قنبر ، فأدمى أنفه فخرج علي فقال : مالك وله يا أشعث ، أم والله لو بعبد ثقيف [تمرست ، اقشعرت شعيرات
__________________
(١) كذا بالأصل وابن العديم ، والظاهر : بضعا.
(٢) أي الخوف والفزع.
(٣) عن ابن العديم وبالأصل «من».
(٤) في ابن العديم : «علي».
(٥) بالأصل : «عبد الملك» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٣٦٢.
(٦) بالأصل : «زيدة» والصواب والضبط عن التبصير.
(٧) بالأصل «إسماعيل بن ...» لفظتان غير مقروءتين ، والمثبت : «موسى السهمي» عن بغية الطلب ٥ / ٢٠٥٨.
(٨) بياض بالأصل ، واللفظة مستدركة عن بغية الطلب.