والجلّاء :
الأمر العظيم ، وهو الجلي أيضا. إذا قصر ضم أوله ، وإذ مدّ فتح أوله وجمعه جلل مثل
كبرى وكبر ، وطولى وطول ، وقوله :
كميش الإزار
خارج نصف ساقه
|
|
صبور على
الجلّا طلّاع أنجد
|
يريد أنه مشمر
ليس صاحب خفض ولا دعة ، وأصل المثل أن يكون الرجل صاحب أسفار ، فهو لا يزال يطلع
الثنايا والنجاد أي يشرف عليها ويكون أيضا أن يربأ عليها ، والربيئة كمين القوم
وكالئوهم ، ومكان الربيئة الثنايا والهضاب ، قال عروة بن مرة :
لست لمرّة إن
لم أقصر فيه
|
|
تبدو لي
الحرب منها والمقاصيب
|
المقاصيب مواضع
القصب ، وهو القتّ واحدها مقصبة.
وقوله : متى
أضع العمامة تعرفوني ، يريد أنه مشهور لا أنكر ، ويحتمل أيضا أن يريد متى أكاشفكم
وأدع الأناة فيكم تعرفوني حينئذ حق معرفتي من قولك : ألقيت القناع ، إذا كاشفت.
وقوله : إن
أمير المؤمنين نكب كنانته بين يديه ، أي كبها ، يقال : نكب الرجل الكنانة
ينكبها نكبا ونكوبا إذا كبّها. وقوله : فعجم عيدانها يريد أنه اختبر سهامها ، وهذا
مثل ضربه لنفسه ولأمثاله من رجال السلطان ، يريد أنه اختبر أصحابه فوجدني أمرّهم
وأصلبهم فرماكم بي ، يقال : عجمت العود أعجمه عجما إذا عضضته بأسنانك لتنظر هو أصلب أم خوار. وعجمت الرجل
إذا رزته ، وعجمت الشيء إذا ذقته. قال الشاعر :
أبى عودك
المعجوم إلّا حلاوة
|
|
وكفاك إلّا
نائلا حين تسأل
|
وقوله :
لأعصبنكم عصب السلمة ، والسلمة : شجرة ، وجمعها سلم ، وبها سمي الرجل سلمة. حدثني
أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال : السلمة يأتيها الرجل فيشدها بنسعة إذا أراد أن
يحيطها حتى لا يشد شوكها فيصيبه ، فيضرب مثلا لمن عصبه شرّ وأمر
__________________