أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر ، أنبأنا أبو موسى عمران بن موسى بن الحصين ، حدّثنا أبو عوانة ، حدّثنا أبو علي سهل بن علي ، حدّثنا [محمد بن] الحسين ، أخبرني محمد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا أبو زيد الأنصاري ، قال (١) : دعا ابن أبي بردة أبا علقمة (٢) فلما دخل عليه قال : تدري لم أرسلت إليك؟ قال : لا ، قال : لأسخر بك ؛ فقال أبو علقمة : لئن فعلت ذلك لقد سخر أحد الحكمين (٣) بصاحبه فلعنه ابن أبي بردة وأمر بحسبه ، فمكث أياما ثم أخرجه يوم السبت فلما وقف بين يديه قال له : يا أبا علقمة ما هذا الذي في كمك؟ قال : طرف من طرف السجن ، قال : أفلا تهب لنا منه؟ قال : هذا يوم لا نأخذ (٤) فيه ولا نعطي. فقال ابن أبي بردة ، [له :] ما أبردك وأثقلك يا أبا علقمة! قال : أبرد مني ، وأثقل مني ، من كانت جدته يهودية من أهل السواد (٥).
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمّار بن عبد العزيز بن أبي طاهر ، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثني علي بن الحسن بن رجاء بن طعان ، أخبرنا الحسن بن حبيب ، حدّثنا أبو الحسن الهروي ، حدّثنا يوسف بن يعقوب الواسطي ، حدّثنا بشير بن الفرج ، عن محمد بن أبي الحسين القطان ، عن عبد الرّحمن الأشهلي (٦) عن أبيه ، قال : كان بالبصرة رجل معتوه من حدّان يقال له ابن أبي علقمة ، وكان له كلام فبعث إليه بلال بن أبي بردة وهو أمير على البصرة ، فقال له : هل تدري لم بعثت إليك؟ قال له : لا ، قال : أردت أن أسخر بك ، فقال له : لئن فعلت ذلك فقد سخر أحد الحكمين بصاحبه ، قال : فغضب بلال وشتمه وأمر بحبسه ، فحبس أياما ثم دعا به في يوم سبت ، فخرج إليه وهو يقلّب في كمه شيئا ، فقال له بلال : أي شيء في كمّك يا ابن أبي علقمة فقال : شيء من طرف السجن ، فقال : ألا تعطينا منه؟ فقال : هذا يوم لا نأخذ فيه ولا نعطي يعرّض بجدة
__________________
(١) أخبار القضاة ٢ / ٣٠.
(٢) في أخبار القضاة «ابن أبي علقمة» في كل مواضع الخبر.
(٣) يعرض بأبي موسى الأشعري ، جدّ بلال يوم خدعه عمرو بن العاص يوم التحكيم في دومة الجندل (راجع كتب التواريخ).
(٤) أخبار القضاة : لا نأكل.
(٥) أخبار القضاة : «سورا».
(٦) كذا بالأصل ، والذي في أخبار القضاة ٢ / ٣٠ : «العباس بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان ، أبو الفضل الأشهلي ، قال : حدّثني أبي» وفي المطبوعة ١٠ / ٣٨٩ عن أبي عبد الرحمن الأشهلي عن أبيه.