سليمان ، قال : سمعت أبي سليمان التّيمي يحدّث عن قتادة عن أنس قال : كانت عامة وصية رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين حضرته الوفاة : «الصّلاة وما ملكت أيمانكم». حتى جعل يغر غر بها في صدره ، وما يقبض بها لسانه [١٦١٨].
يقبض : لا يتبين كلامه من الوجع.
أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبا أبو سعد الجنزرودي ، أنبا أبو عمرو بن حمدان ، أنبا أبو يعلى هزيم بن عبد الأعلى ـ أبو حمزة الأسدي ـ نا المعتمر قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة ، عن أنس قال : كان عامة وصية رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين حضره الموت : «الصلاة وما ملكت أيمانكم». حتى جعل يغرغرها ، أو يغرغر بها في صدره وما يقبض بها لسانه.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، نا إبراهيم بن علي بن الحسين ، أبو إسحاق القباني (١) ، شيخ الصوفية بالثغر ، يرجع إلى ستر ظاهر ، وسمت حسن ، وطريقة مستقيمة ، كثير الدرس للقرآن ، طويل الصمت ، لازم لما يعنيه ، ولد بما وراء النهر (٢) ، وخرج صغيرا وتغرّب ، وسافر قطعة كبيرة من بلاد خراسان والعراق والحجاز وغير ذلك ، ثم نزل صور فأقام بها واستوطنها إلى أن مات ، وحدّث بها عن أبي محمد بن جميع ، وأبي الفرج بن برهان ، وابن الترجمان وغيرهم. كساعنه (٣). وكان سماعه صحيحا ، وحدثني أنه أدرك من أصحاب القفال الشاشي في بلد الشاش (٤) أربعة ، وأنه سمع من ثلاثة منهم. سمع من أنيس كتاب دلائل النبوة عنه ، ومن الآخر بعض كتاب إلّا أنه لم يصحبه منها بشيء ؛ وأقام بصور نحوا من أربعين سنة.
سألت أبا إسحاق عن مولده فقال في سنة أربع أو خمس وتسعين وثلاثمائة ، وتوفي ـ رحمهالله ـ ليلة يوم الاثنين نصف الليل ودفن من الغد الظهر العاشر من جمادى
__________________
(١) بالأصل وم «العتابي» خطأ والصواب ما أثبت ، وهو صاحب الترجمة.
(٢) يريد ما وراء نهر جيحون بخراسان (انظر معجم البلدان).
(٣) كذا رسمها بالأصل وم.
(٤) الشاش : قرية ما وراء النهر ، نهر سيحون ، متاخمة لبلاد الترك ، (معجم البلدان).
والقفال الشاشي هو أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي ، شافعي المذهب ، وهو الذي أشاع هذا المذهب في تلك النواحي مات سنة ٣٦٦ كان عالما بالفقه والتفسير واللغة.