الحسن بن محمد ، نا محمد بن حميد ، نا يعقوب بن عبد الله ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير قال : لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر [في البر](١) وحوت في البحر ولم يكن في الأرض غيرهما ، فلما رأى النسر آدم وكان يأوي إلى الحوت ويبيت عنده كل سنة (٢) قال : يا حوت ، لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيديه ، فقال له الحوت : لئن كنت صادقا ما لي منه في البحر ملجأ ولا لك في البر [منه مهرب](٣).
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزة الأردستاني (٤) ـ بدمشق ـ نا أبو بكر محمد بن علي بن معاوية ـ إملاء ـ أنا لا حق بن الحسين الصّدري (٥) ، نا محمد بن أحمد بن الرّيّان ، أنا الحسين بن عبد الله الصبائي قال : قال يوسف ، نا سعيد بن طريف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان آدم حرّاثا ، وكان إدريس خيّاطا ، وكان نوح نجّارا ، وكان هود تاجرا ، وكان إبراهيم راعيا ، وكان داود زرادا ، وكان سليمان خواصا ، وكان موسى أجيرا ، وكان عيسى سياحا ، وكان محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين شجاعا جعل رزقه تحت رمحه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي (٦) ، أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود العذري ـ ببغداد ـ أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد العسكري الدّقّاق ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا ، حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، عن شيخ له قال : أتى ملك آدم فقال : قد جئتك بالعقل والدين والعلم فاختر أيهم شئت ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية ، وهي مستدركة أيضا فيها بين معكوفتين.
(٢) الحلية : كل ليلة.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.
(٤) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية عند أزوارة بينهما وهي على ١٨ فرسخا من أصبهان.
(٥) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى صدر ، وهي قرية من قرى بيت المقدس. وترجم له في الأنساب.
(٦) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٤٦ (١٦٥) ، وسكينة ضبطت عن التبصير ٢ / ٦٨٦ بالكسر والتشديد ، وذكره.