قال النضر : وحدثني معاذ بن محمد الأنصاري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«لما أهبط آدم تجاه البيت صلّى ركعتين فألهمه الله هذا الدعاء : اللهمّ إنك تعلم سرّي وعلانيتي ، فاقبل معذرتي ، وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي ، وتعلم ما في نفسي وما عندي فاغفر لي ذنوبي ، اللهمّ ارزقني إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلّا ما كتبت لي ، ورضا بما قسمت لي. فأوحى الله إليه : يا آدم إني قد قبلت توبتك ، وغفرت ذنبك ، ولن يدعو أحد من ذرّيتك إلّا غفرت له ذنوبه ، وكفّرت عنه سيئاته ، وكفيته المهم من أمره ، واتجرت له من وراء كلّ تاجر ، وأقبلت إليه الدنيا راغمة وإن لم يردها» [٢٠٤٠].
أخبرنا أبوا محمد : بن الأكفاني وابن حمزة (١) السّلمي ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا القاسم بن هاشم ، نا آدم بن أبي إياس ، نا شهاب بن خراش (٢) ، نا عبد الله بن راشد ، عن عون بن أبي خالد قال : وجدت في بعض الكتب : أن آدم عليهالسلام ركع إلى جانب الركن اليماني ركعتين ثم قال : اللهمّ إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلّا ما كتب لي ، ورضا بما قسمت لي ، فأوحى الله إليه : يا آدم إنه حقّ عليّ ألا يلزم ـ وقال إسماعيل : إنه لا يلزم ـ أحد من ذرّيتك هذا الدعاء إلّا أعطيته ما يحب ، ونجّيته مما يكره ، ونزعت أمل الدنيا والفقر من بين عينيه ، وملأ جوفه حكمة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا
__________________
(١) اسمه : عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس ، أبو محمد ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة ٧ / ٤٢٣.
(٢) إعجامها غير واضح وفي م : حراش والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٢٨٤.