قال (١) : ونا الحسين بن محمد ، نا علي بن إسحاق الماذرائي (٢) ، نا محمد بن يونس بن موسى ، نا عون بن عمارة ، نا روح بن القاسم ، عن عبد الله بن يزيد (٣) ، عن الحسن ، عن كعب : أن جبريل أتى آدم عليهالسلام فقال : إن الله عزوجل يقول [لك إنه](٤) ولدك عن أكل الشهوات ، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عني ، قال آدم صلىاللهعليهوسلم : فما أقول يا روح الله؟ قال : قل اللهم أكفني مئونة الدنيا وأهوال يوم القيامة ، وأدخلني الجنة التي قدّرت عليّ الخروج منها. فقالها آدم ، فقال جبريل : وجبت ، ثم قال : قل يا آدم قال : ما أقول يا روح القدس؟ قال : قل اللهم ألبسني العافية في الدنيا كي تهنئني المعيشة. فقالها آدم ، فقال جبريل : وجبت ، ثم قال : قل يا آدم ، قال : ما أقول يا روح القدس؟ قال : قل اللهم اختم لنا بالمغفرة حتى لا تضرّنا الذنوب ، فقالها آدم ، فقال جبريل : وجبت.
أخبرنا أبو منصور عبد الخالق ، وأبو سعيد طاهر ابنا زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو سعيد (٥) عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن حسكويه وأبو عثمان إسماعيل بن عثمان بن عمر الإبريسمي ، وأبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر قالوا : أنا أبو سعيد الصّيرفي ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصّفّار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني أبو عبد الرّحمن الأنصاري ، عن الصّلت بن عاصم المرادي ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه قال : لما أهبط الله آدم عليهالسلام إلى الأرض ، ونقص من قامته ، استوحش لفقد أصوات الملائكة ، فهبط عليه جبريل فقال : يا آدم ألا أعلّمك شيئا تنتفع به للدنيا والآخرة؟ فقال : بلى ، قال : قل اللهم تمّم لي النعمة حتى تهنئني المعيشة ، اللهم اختم لي بخير حتى لا تضرّني ذنوبي ، اللهم أكفني مئونة الدنيا ، وكلّ هول في القيامة حتى تدخلني الجنة في عافية.
__________________
(١) حلية الأولياء ٥ / ٣٨٢ في ترجمة كعب الأحبار.
(٢) بالأصل والحلية «المادراني» والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى ماذرايا قال السمعاني : وظني أنها من أعمال البصرة. وهذا فيه نظر قاله ياقوت ، قال : والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح مقابل نهر سابس وفي م : «الماردايى».
(٣) في الحلية : «زيد» وبهامشها عن نسخة : يزيد.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية وفي م : «يقول إنه ولدك».
(٥) في سير الأعلام ١٨ / ٢٦٩ «أبو سعد».