حديثة أسنانهما فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما ، فغمزني أحدهما فقال : يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال : قلت : نعم ، فما حاجتك إليه؟ قال : أنبئت أنه يسبّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده من سوادي حتى يموت الأعجل منا فغمزني الآخر فقال لي قوله قال : فتعجبت لذاك.
قال : فلم ألبث أن رأيت أبا جهل في الناس ، قال فقلت لهما : ألا تريان ها ذاك صاحبكما ، الذي تسألان عنه قال : فابتدراه بسيفيهما (١) فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبراه فقال : «أيكما قتله» فقال كل واحد منهما : أنا قتله فقال : «هل مسحتما سيفيكما (٢)» قالا : لا ، قال فنظر رسول الله صلىاللهعليهوسلم السيفين فقال : «كلاكما قتله» وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح قال : والرجلان معاذ بن الجموح ، ومعاذ بن عفراء [١٥٩٥].
أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القائفي الصوفي ـ ببغداد وبهراة ـ وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي ـ بأصبهان ـ قالا : أنا أبو منصور بن شكرويه ـ زاد أبو سعد : وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار ـ قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن حوشب قوله ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، نا علي بن مسلم ، نا يوسف بن يعقوب الماجشون ، أنا صالح بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن أبيه عبد الرحمن قال : كاتبت أمية بن خلف كتابة في أن يحفظني في صاغيتي (٣) بمكة ، وأحفظه في صاغيته بالمدينة. فلما بلغ اسم عبد الرحمن قال : لا أعرف الرحمن ، كاتبني باسمك الذي كان. فكاتبته عبد عمرو ، فلما كان يوم بدر خرجت لأحرزه في شعب حتى يأمن الناس ، فرأيت بلال مولى أبي بكر ، فأقبل ـ وقال ابن البغدادي : قد أقبل ـ حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال : يا معشر الأنصار ، أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا ، فخرج معه نفر.
قال عبد الرحمن : فلما خشيت أن يدركونا خلّفت لهم ابنه أشغلهم به ، فقتلوه ثم أتوا حتى لحقونا ، وكان أمية رجلا ثقيلا فقلت له : ابرك.
__________________
(١) بالأصل «بسيفهما» والصواب ما أثبت عن م.
(٢) بالأصل «سيفكما» والصواب عن الرواية السابقة.
(٣) الصاغية هم الذين يميلون إليك في حوائجهم (القاموس).