في أمر هذا الرّجل حتى أحدّثه بحديث سمعته من الحسن ؛ قال : إيه يا مبارك ، فقال : حدّثنا الحسن عن عمران بن حصين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا كان يوم الجمعة نادى مناد من بطنان العرش : ألا ليقومنّ العافون من الخلفاء إلى أكرم الجزاء ، فلا يقوم إلّا من عفا» [١٩٠٦].
فقال الخليفة : إيها يا مبارك قد قبلت الحديث بقبوله وعفوت عنه. يعني فقال المأمون : وقد قبلت الحديث بقبوله وعفوت عنك هاهنا يا عمّ هاهنا يا عمّ.
رواه الخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد عن محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي عبد الله الحافظ.
كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الحصني (١) عنه ، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي ، نا إسماعيل بن سعيد بن سويد الشاهد ـ قراءة عليه ـ نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، نا أحمد بن الهيثم ، نا إبراهيم بن المهدي ، نا حمّاد الأبحّ عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من نوقش الحساب عذّب» [١٩٠٧].
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو الطّيّب محمد بن حميد بن سليمان الكلابي ، نا جعفر بن علي بن سهل البغدادي ، نا محمد بن عبد الرّحمن أبو بكر الخطيب ، نا علي بن المغيرة الأثرم ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي ، قال : كان سبب ولايتي دمشق أن الهادي زوّجني أمّ محمد بنت صالح بن المنصور وأمّها أم عبد الله ابنة عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس ، وكان لي سبع سنين ، ثم إنّي قبل انسلاخ اثنتي عشرة سنة من مولدي أدركت ، فاستحثتني أم عبد الله ابنة عيسى بن علي على الابتناء بأمّ محمد ابنة صالح ، فاستأذنت الرشيد في ذلك فأعلمني أن العباسة أخته ، قد شهدت عليك أنّك حلفت يمينا بطلاقها لحقك فيها الحنث.
قال إبراهيم : وكانت البلية في هذا الباب أن الرشيد رغب في تزويج أم محمد وأراد مني أن أطلّقها ، فامتنعت عليه من طلاقها فتغير عليّ في الخاصة ولم يقصّر بي في
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى حصن ترجم له في الوافي بالوفيات ٥ / ٣٤٤ وفيه : المعروف بالحصني. توفي في صفر سنة ٥٦١ بدمشق.