٣ ـ وقال أحمد بن عبدالحميد العباسي ـ
من مؤرخي القرن العاشر الهجري ـ في كتابه عمدة الأخبار ص ١٤٤ : « والتنعيم وراء
قبر ميمونة بثلاثة أميال ».
٤ ـ وقال المقدم عاتق بن غيث البلادي ـ
مؤرخ الحجاز المعاصر ـ في كتابه على طريق الهجرة ص ١٠ : « ويقال : إنَّ العمرة
كانت في هذا المكان ( يعني عند قبر ميمونة ) وإنّ المكيّين يعتقدون أنه حدود الحرم
، ثمّ غيّرت العمرة عندما اختلَّ الأمن خوفاً على الحجَّاج والمعتمرين ».
أقول
: إنّ هذه النصوص المتقدمة كلها قد اتفقت
على أن التنعيم الذي اُجيز للمعتمر أن يحرم منه هو : إمّا أن يكون عند قبر ميمونة
كما في النص الأخير ، وإمّا أن يكون أبعد منه بثلاثة أميال أو ميلين ، وبهذا تكون
هذه النصوص قد خالفت موقع مسجد التنعيم اليوم من كونه بين مكة وسَرِف ـ الذي فيه
قبر ميمونة ـ الذي يبعد عن المسجد أو مكة القديمة ستة كيلومترات تقريباً.
وهناك نصوص اُخرى صرحت بأنّ التنعيم هو
أبعد من أدنى الحلِّ الى مكة بقليل ، منها :
١ ـ ما ذكره المحب الطبري المكي ( ت ٦٩٤
ه ) فيما حكاه عنه محقق أخبار مكة للأزرقي رشدي ملحِسي بهامش الكتاب المذكور ، ٢ :
١٣٠ : والتنعيم « أبعد من أدنى الحلِّ بقليل وليس بطرف الحلِّ ».
٢ ـ وقال أبو الطيب الفاسي المكي في
شفاء الغرام ، ١ : ٢٨٩ : « الثاني التنعيم المذكور في حدِّ الحرم من جهة المدينة
المنوّرة ، وهو أمام أدنى الحلِّ كما ذكره المحب الطبري ، قال : « وليس بطرف
الحلِّ » ومَنْ فسّره بذلك تجوَّز وأطلق اسم الشيء على ما قرب منه ، وأدنى الحلِّ
إنما هو من جهته ، وليس موضع في الحلِّ أقرب إلى الحرم منه ، وهو على ثلاثة أميال
من مكّة ، والتنعيم أمامه قليلا ».
وهناك نص ثالث يقول : بأنَّ التنعيم
يبعد عن مكّة فرسخين ، فقد قال الفاسي : « وقال صاحب المطالع : والتنعيم من الحلّ
بين مكة وسَرِف على فرسخين من مكّة ، وقيل : على أربعة أميال ».