من علاج وقائي. وقد تكون الوقاية حجراً صحياً على بلدة كاملة لمنع خروج أفرادها ، أو دخول أحد إليهم ، وهذا كلّه يدخل في نطاق العلاج الواجب.
وهو مستفاد من الروايات الكثيرة المتقدّمة التي تحثّ على التداوي ، ولما في التداوي من فضل العافية وعدم التعرّض للبلاء ومقدّماته.
وكراهة التداوي إنّما تكون في صورة إمكان إزالة المرض وذهابه بدون مراجعة الطبيب واستعمال الدواء ، كالأمراض الناشئة من عوارض البرد ، فإنّها تزول بالاستراحة والحمية ، وكذا كل مرض يزول بالامساك عن الغذاء إلاّ فيما يحتاج إليه ، فقد وردت الروايات ايضاً بذلك ، ففي رواية عثمان الأحول عن الإمام أبي الحسن ( الرضا عليهالسلام أو الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ) قال : « ليس من دواء إلاّ ويهيّج داءً ، وليس شيء انفع في البدن من إمساك البدن إلاّ ممّا يحتاج إليه » (١).
وما ورد في كتاب الخصال ( للصدوق ) بسند عن الإمام الصادق عليهالسلام انه قال : « من ظهرت صحته على سقمه فيعالج نفسه بشيء فمات فأنا إلى الله منه بريء » (٢).
بضميمة وضوح عدم حرمة المعالجة لمن ظهرت صحته على سقمه.
وكذا يكره التداوي في الأمراض التي ليس لها دواء أو مرض الموت.
__________________
(١) و (٢) وسائل الشيعة : ج ٢ ، ب ٤ من الاحتضار ، ح ٥.