مداواة غير المسلم للمسلم ( استطباب غير المسلم )
إنّ الاستطباب كعمل فرديٍّ يقوم به الإنسان قد يُحتاج فيه إلى مراجعة غير المسلم من يهود أو نصارى أو ملحدين ، فهل هناك منع من هذا الاستطباب شرعاً ؟
الجواب : لا يمنع الإسلام من مداواة غير المسلم للمسلم ، بل وردت الروايات التي تجعل هذا الأمر جائزاً.
فقد ورد عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : « سألته عن الرجل يداويه النصراني واليهودي ويتّخذ له الأدوية ؟ فقال ٧ : لا بأس بذلك إنّما الشفاء بيد الله » (١).
وعن عبد الرحمان بن الحجاج قال : « قلت للإمام موسى بن جعفر عليهالسلام : إنّي احتجت إلى طبيب نصرانيٍّ ( اُسلّم عليه وادعو له ) قال : نعم ، إنّه لا ينفعه دعاؤك » (٢).
وواضح في هذه الرواية مفروغية جواز التطبيب عند النصراني ، إنّما كان السؤال عن السلام عليه والدعاء له ، وقد أقرّ الإمام عليهالسلام التطبيب ، وذكر أن الدعاء لا ينفعه.
وقد حدثت ممارسات عملية لمداواة المسلمين من قبل غيرهم في زمان الرسول صلىاللهعليهوآله كما نقل ذلك التاريخ.
على أنّه يكفينا عدم وجود الردع من قبل الشارع المقدّس لهذا التطبيب ، فعند الشك نحكّم البراءة والجواز. وعلى هذا فيكون الإسلام قد اهتم بالكفاءات في العلوم.
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ١٧ ، ب ١٣٦ من الأطعمة المباحة ، ح ٧.
(٢) وسائل الشيعة : ج ٨ ، ب ٥٣ من احكام العشرة ، ح ١.