أقول : ما قاله بعض الفضلاء ليس ممّا ينكر عليه بما أنكر عليه الطبرسيّ رحمه الله ، وما ادّعاه من القطع على أنّ الضمائر راجعة إلى الأبرار غير مسلّم ، لاحتمال أن تكون تلك الدرجات للولدان ، وذلك مزيد لدرجات الأبرار أيضا.
نعم الضمير في لكم يخاطب به الأبرار خاصّة ، وهو لا يستلزم كون الضمائر كلّها لهم. وذلك واضح لا يخفى على من تأمّل منصفا.
وفي قوله (خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) قراءات ؛ إذ منهم من رفع «خضر» وجرّ «وإستبرق».
أمّا الأوّل ، فإنّ «خضرا» صفة مجموعة لموصوف مجموع.
وأمّا الثاني ، فللعطف ، والتقدير : وثياب إستبرق.
ومنهم من جرّ «خضر» على كونه صفة لسندس ؛ كما في قولهم الدينار الصفر ، ورفع «وإستبرق» عطفا على الثياب ، فالمضاف محذوف قام المضاف إليه مقامه فرفع.
ومنهم من قرأ برفعهما.
ومنهم من قرأ بجرّهما. ولكلّ وجهة.
ثمّ السندس هو الديباج الرقيق الفاخر الحسن ، والإستبرق الديباج الغليظ الّذي له بريق.
قال الصادق عليه السلام : يعلوهم الثياب فيلبسونها (١).
وقال ابن عبّاس : أما رأيت الرجل عليه ثياب ، والّذي يعلوها أفضلها.
__________________
(١) بحار الأنوار ٨ : ١١٣.