قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

تحمیل

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

310/356
*

قوله عليه السلام : «نهى الله آدم عن أكل الحنطة وشاء أن يأكله» أي : وعلم ذلك منه في الأزل «وأمر إبليس بالسجود ، وشاء أن لا يسجد» أي : وعلم الإنكار منه أزلا.

وبمعنى تلك المشيّة الإرادة فيما روى ثابت بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال عليه السلام : يا ثابت ، ما لكم والناس! كفّوا عن الناس ، لا تدعوا أحدا إلى أمركم ، فو الله لو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه ، ولو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلّوا عبدا يريد الله هدايته ما استطاعوا أن يضلّوه ، كفّوا عن الناس ... (١) إلى آخره.

بوارق

الأولى : قيل في تفسير الآية ، أي (وَما تَشاؤُنَ) اتّخاذ الطريق إلى مرضات الله (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) إجباركم عليه ، وإلجاءكم إليه ، فحينئذ تشاؤون ولا ينفعكم ذلك.

وهذا كما قال : (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (٢).

وقال : (وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) ... (٣) إلى آخره.

والأولى أن يقال : إنّ في تلك الآية مخاطبة من الله إلى المتّخذين سبيلا

__________________

(١) الكافي ١ : ١٦٥.

(٢) السجدة : ١٣.

(٣) النحل : ٩.