الثانية : ضمّ
القاف ، فالضمير للأبرار ، والتقدير : قدّروا عليها ، فحذف الجار ووصل الفعل بالمجرور
، وهو الشائع.
الخامس
: قال بعض
العارفين : لا يخفى على أولي النّهى أنّ في الآية أمورا ينبغي الاستكشاف عنها :
منها : كيفيّة
كون هذه الأكواب من الفضّة والقارورة وهما جوهران متباينان.
ومنها : من
فاعل التقدير.
ومنها : وجه
التأكيد.
ومنها : وجه
إعادة المصدر.
أمّا الأوّل ،
فيمكن أن يبيّن بوجوه :
أوّلها : إنّ
قوارير الدنيا مأخوذة من الرمل والحجر ، وقارورة الجنّة من الفضّة ، فكما أنّ الله
قادر على تقليب الرمل الكثيف زجاجة لطيفة صافية كذلك قادر على تقليب الفضّة قارورة
لطيفة ، ففي الآية إشارة إلى أنّ نسبة قارورة الجنّة إلى قارورة الدنيا كنسبة فضّة
الجنّة إلى حجارة الدنيا ، وبهذا يتفطّن بصفاء قارورة الجنّة ولطافتها.
وثانيها : إنّ
كمال الفضّة في بقائها ونقائها وصفائها وشرفها إلّا أنّها كثيفة الجوهر ، وكمال
القارورة في شفّافها وصفائها إلّا أنّها سريعة الانكسار ، ففي الآية إشارة إلى أنّ
آنية الجنّة جامعة بين صفاء الفضّة وبقائها ونقائها وصفاء الزجاجة وشفّافها.
وثالثها : أن
يكون إشارة إلى أنّ تلك الآنية من الفضّة ، ولكن يكون لها صفاء الزجاجة.