ورابعها : أنّ القارورة في الآية ليست بمعنى الزجاجة ، بل العرب تسمّي كلّما صفى من الأواني قارورة.
وأمّا الثاني وهو بيان المقدّر ففيه وجهان :
الأوّل : أنّه هو الطائف.
والثاني : أنّه هو الشارب ، ولكلّ وجه ، بل وجوه وجيهة.
وأمّا الثالث فلا يخفى على من تفطّن بالأوّل ، كما أنّ الرابع ظاهر لمن تأمّل في الثاني ... إلى آخره.
السادس : في بناء الفعل للمفعول في قوله «ويطاف عليهم» إشعار بتعظيم الطائف ، فإنّه هو المبدأ الأوّل جلّ جلاله.
وكذلك القول في قوله «ويسقون فيها كاسا ...» إلى آخره ، إذ الساقي للأولياء من شراب المحبّة والصفاء في مجلس الشهود هو الله تعالى ؛ كما قال : «وسقاهم ربّهم شرابا طهورا».
والزنجبيل معروف ، وهو ممّا كانت العرب تستطيبه وتستلذّه وتضرب به المثل في أشعارها للملذوذات ، فوعدهم أنّهم يسقون في الجنّة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنّة ، فإنّهم كانوا يمزجون شرابهم بالزنجبيل في الدنيا لزيادة اللذّة.
وفيه إشارة إلى أنّ اللذّة الروحانيّة ألذّ اللذّات الّتي يتصوّرونها ويتوهّمونها.
ولا يخفى أنّ الزنجبيل الممزوج بشراب الأبرار ليس مناسبة بينه وبين زنجبيل الدنيا أصلا في الأثر واللذّة إلّا فيما ذكر من أنّهم يستلذّون به في