كيف بالعفو عنهم وقديماً |
|
قتلوكم وهتّكوا الحرماتِ |
أين زيدٌ وأين يحيى بن زيدٍ |
|
يا لها من مصيبةٍ وتراتِ |
والإمام الذي أُصيب بحرّان |
|
إمامُ الهدى ورأسُ الثقاتِ |
قتلوا آلَ أحمد لا عفى الذنب |
|
لمروان غافرُ السيئاتِ |
قال أبو الفرج : وأخبرني علي بن سليمان الأخفش ، قال : أنشدني محمد بن يزيد المبرّد لرجل من شيعة بني العباس يحضّهم على بني اُميّة :
إياكم أن تلينوا لاعتذارهمُ |
|
فليسَ ذلك إلاّ الخوفُ والطمعُ |
لو أنّهم أمنوا أبدوا عداوتهمْ |
|
لكنّهم قمعوا (١) بالذلِّ فانقمعوا |
أليسَ في ألفِ شهرٍ قد مضت |
|
لهم سُقيتمُ جرعاً من بعدها جرعُ |
حتّى إذا ما انقضت أيامُ مدّتهمْ |
|
متّوا إليكم بالارحامِ التي قطعوا |
هيهات لا بدّ أن يسقوا بكأسهمُ ريّاً |
|
وأن يحصدوا الزرع الذي زرعوا |
إنّا وإخواننا الأنصار شيعتُكمْ |
|
إذا تفرّقت الأهواءُ والشيعُ (٢) |
قال أبو الفرج : وروى ابن المعتز في قصّة سديف مثل ما ذكرناه من قبل ، إلاّ أنّه قال فيها : فلمّا أنشده ذلك التفت إليه أبو الغمر سليمان بن هشام ، فقال : يا ماص بظر اُمّه! أتجبهنا بمثل هذا ونحن سروات الناس؟!
فغضب أبو العباس ، وكان سليمان بن هشام صديقه قديماً وحديثاً ، يقضي حوائجه في أيامهم ويبرّه ، فلم يلتفت إلى ذلك ، وصاح بالخراسانية : خذوهم (٣). فقتلوهم جميعاً إلاّ سليمان بن هشام فأقبل عليه أبو العباس ، فقال : يا أبا الغمر ، ما أرى لك في الحياة بعد هؤلاء خيراً.
__________________
(١) قمعت فلاناً فانقمع : أي ذللته فذلّ.
(٢) بعده في الأغاني ٤ / ٣٥١ : إيّاكمُ أن يقول الناسُ إنّهمُ قد مُلّكوا ثمّ ما ضروا ولا نفعوا.
(٣) من الأغاني ٤ / ٣٥١ ، وانظر طبقات الشعراء لابن المعتز / ٣٩ ـ ٤٠.