أهل المِدْرَة الخبيثة ، (والله ما يقعقع لي بالشِّنان ولا تقرن بي الصعبة) لقد هممت أن أخرب بلدكم ، وأن أحربكم بأموالكم ، والله ما أطلت منبري إلاّ لأسمعكم عليه ما تكرهون ، فإنّكم أهل بغي وخلاف ، ولقد سألت أمير المؤمنين أن يأذن لي فيكم ، ولو فعل لقتلت مقاتلتكم ، وسبيت نساءكم. إنّ يحيى بن زيد (١) ليتنقل في حجال نسائكم كما كان أبوه يفعل ، وما فيكم مطيع إلاّ حكيم بن شريك المحاربي. والله لو ظفرت بيحياكم لعرقت خصييه كما عرقت خصيتي أبيه (٢).
قصيدة الفضل بن عبد الرحمن المطلبي :
قال الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب : لمّا قُتل زيد بن علي عليهالسلام في سنة اثنتين وعشرين ومئة في خلافة هشام بن عبد الملك.
وذلك أنّ هشاماً كتب إلى عامله بالبصرة ـ وهو القاسم بن محمد الثقفي ـ أن يشخص كلّ مَنْ بالعراق من بني هاشم إلى المدينة خوفاً من خروجهم. وكتب إلى عامل المدينة أن يحبس قوماً منهم ، وأن يعرضهم في كلّ أسبوع مرّة ، ويقيم لهم الكفلاء على ألا يخرجوا منها ، فقال الفضل بن عبد الرحمن من قصيدة له طويلة :
كلّما حُدِّثوا بأرض نقيقا |
|
ضمَّنونا السجون أو سيَّرونا |
أشخصونا إلى المدينة أسرى |
|
لا كفاهمُ ربّي الذي يحذرونا |
خلّفوا أحمد المطهَّر فينا |
|
بالذي لا يحبّ واستضعفونا |
قتلونا بغير ذنب إليهمْ |
|
قاتلَ اللهُ أمةً قتّلونا |
__________________
(١) ترجم البلاذري ليحيى بن زيد وحركته ومقتله في الجوزجان في أنساب الأشراف ٣ / ٤٥٣ ـ ٤٥٨.
(٢) أنساب الأشراف ٣ / ٤٤٨ ـ ٤٥٠.