من الناس لا حبّاً به ولكن بغضاً بي ، وهو لا تحرّك له ساكناً ونكله إلى أبيه وإلّا فسوف ، نواجه لا بخذلانه أخاه الإمام مفترض الطاعة أو نسبة ادغاء منصب الإمامة له فحسب بل بزيارته يزيد بعد شهادة الإمام بأقلّ من عام واحد ولم يأنف من زيارة رجل سبى عقائلهم ولم يوجّه إليه حتّى كلمة لوم في أسره زينب وعقائل الوحي وعرضهنّ في الأندية والمجالس وإبداء وجوههنّ لأهل الشام بل للخاص والعام من كربلاء إلى دمشق وهنّ عرض الله وعرض رسول الله وعرض القرآن وكان عليه أن يقف موقف ذلك الرجل العظيم سيّدنا عبدالله بن عبّاس عليهالسلام وما قابل به يزيد بن معاوية لعنهما الله من الغضب الصاعق الذي ألقمه به حجراً عندما كتب إليه يزيد يخطب ودّه فكان ردّه عليه زلزالاً أحدثه في حياة يزيد قضى على أحلامه في جلب قلوب بني هاشم بعد حادثة الطفّ وتنصّله من قتله الصفوة منهم بهذا ينبغي أن يجاب أسر زينب وأخواتها.
أمّا موقف صاحبنا الغريب وزيارته المتهالكة له وضعفه أمامه فإنّي لو حصلت عن خذلانه الحسين على ألف عذر وعذر وكلّ عذر يقنع أكثر الناس جدلاً فلست واجداً عذراً واحداً يبيح له زيارة يزيد وأخذ جوائزه وأكله على موائده .. وكان عليه أن يغضب لأسر عقائل الوحي ، إن لم يكن به غضب على قتل أهل البيت ولكن مع كلّ هذا أقول :
إنّا نوالي محمّد بن الحنفيّة لأبيه وندعه له ونسكت عنه سكوتاً مطبقاً وجوباً لا حسبة واحتياطاً ولاءاً لأمير المؤمنين عليهالسلام وجرياً وراء اتفاق الأُمّة في توجيه أفعاله وحفظاً لمقامه في الجهاد مع أبيه يوم الجمل وصفّين والنهروان ونترضّى عنه ونطيع أمير المؤمنين عليهالسلام في ولائنا إيّاه فحسب دون التعرّض لباقي سيرته ، هذا ما أراه لنفسي ولا أُحبّ أن يكلّفني مخلوق من بين آدم أن أقول ما لا أعتقد أو أتّبع غيري في اعتقاده اتّباع الأعمى.