في ذلك وتبقى مسألة التحقيق الذي أجراه ، فلنقل عنه ربّما تعمّد الشيخ ذلك لأنّ كربلاء لا يخلو كمّها وإن داخلته الغرائب ، ومن العبر والفوائد.
مضافاً إلى العنف الذي ارتكب فيها من جهة العدو والوحشيّة التي لم تشهد لها البشريّة نظيراً جعلتها حقيقة أقرب إلى الخيال فاتّسعت له وحمّلها المحبّ والخصم مشاهد ليست منها ، وقبلتها الأُمّة بل صدّقتها وأصبح ردّها مرادفاً لإنكار المسلّمات واليقينيّات ، وهذا وإن لم يكن عذراً للعالم والمحقّق إلّا أنّه عثرة في طريق التحقيق ولا أظنّ بالشيخ المحلّاتي العبقري الفذّ ، والمنبري والمتمرّس في حادثة الطفّ ، إنّ ذلك لم يطرق ذهنه فيحمله على مسّ الموضوع برفق ولين ، وهكذا فعل ، ومرّت حوادث الطفّ مرور العذب المطّرد في مجاري الجدول ، يتساوى جارية في الشكل والطبع ولكنّه متجدّد في الآنات واللحظات ، وأعطى الشيخ من نفسه الجديد المفيد وإن كان بسيطاً مع قدرته على الضرب في أعماق كلّ موضوع طرقه ، ولكنّه آثر أن يظلّ سهل التناول لكلّ أحد يرتاد نواديه أو يحطّ على أيكه.
ذيول الكتاب الثلاث
ثمّ إنّ الشيخ رحمهالله ذيّل كتابه بثلاثة ملاحق مختصرة : الأوّل عن محمّد بن الحنفيّة ، والثاني عن المختار ، والثالث عن الرأس الشريف.
ملحق محمّد بن الحنفيّة
فلم يأت فيه بشيء جديد ، وأراد الاعتذار عن سيّدنا محمّد ولكنّه ارتطم بصخرة صمّاء هي صخرة الحقّ فلم تنهض الحجّة بعذره ، ولم يأتنا بعذرٍ يصون محمّداً عن توجيه اللوم بل والنقد الحاد أيضاً وكان عليه انصاف الحقّ ومعرفة محمّد بالحق لا العكس.
أمّا أنا فلي رأيي الخاص في هذا السيّد الجليل مع علمي
بأنّه يهيج عليّ جملة