انا لا اقول ذلك بعنوان مبلّغ ديني بل هي حقيقية تاريخية.
ولن اتعرض في حديثي عن اسباب المتنورين والمثقفين الذين يحكمون علىٰ الاسلام ، بتكرار تلك الاحكام التي اصدرها الاوروبيين من قبل حول مسيحية القرون الوسطىٰ والكنيسة والكاثوليكية.
اما اولئك الذين يملكون فكراً مستقلاً واحكاماً تستند الى دراساتهم وعقلياتهم ، ويتساءلون عن دور العلماء المسلمين والدين والمسجد والبازار في الحركات والثورات السياسية التي خدمت خلال القرن الاخير ، فلابد ان يعلموا ان الاسلام ليس كالمسيحية فهو ، لا يمتلك جهازاً ادارياً وروحانياً يمكن الحكم فيه ، فالعلماء في الاسلام هو النخبة الطبيعة للمجتمع والجماهير ، ولكل واحد منهم شخصية مستقلة ، اذن من الخطأ الكلام عن « مجمتع واحد باسم الروحانيين » واصدار الاحكام بحقه ، وعلىٰ الرغم من وجود اشخاص غير لائقين او عناصر مرتبطة بالانظمة الدكتاتورية بينهم ، إلّا انه ليس منطقياً مقارنتهم بالجهاز الروحاني المسيحي في القرون الوسطىٰ ، لانهما حقيقتان اجتماعيتان غير متجانستان ولا متشابهتان.
اما قولنا بأن الحركات الاسلامية التي قاومت الامبريالية والغزو الثقافي الغربي كانت قيادتها علمائية او انها تأسس اساساً علىٰ ايديهم ، فهو حقيقية موضوعية لا يمكن انكارها ، وفي جميع المجتمعات الاسلامية التي واجهت خلال المائة سنة الاخيرة قضايا الحضارة الجديدة والمسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية الاوروبية.
انظروا في جميع المعاهدات التي ابرمت
خلال هذا القرن من الزمان او