أمّا اليوم فقد ادرك المثقفون الشباب بعد الحرب العالمية الثانية خاصة في البلدان المستعمرة في افريقيا تلك الحقيقية وتنبهوا لخطورة الغزو الثقافي الاستعماري. وهذه القضية مورد اهتمام القادة السود والمثقفون التقدميون في امريكا اللاتينية ايضاً.
« نيريري » من علماء الاجتماع وقادة ومفكري افريقيا الشرقية ـ لغته ولغة جميع المتعلمين والمثقفين في مجتمعه هي الانجيليزية ، لقد درسوا في كمبريدج وتعلموا اشياء كثيرة في لندن. لكن لغتهم العامية ولغة جماهيرهم من الاميين ، فهي « السواحلية » ، لهذا يعلن اليوم امراً باستعمال اللغة السواحلية وهي لغة شبة وحشية ومحلية وهي لغة منحطة بدل اللغة الانجليزية في الجامعات ومدارسهم ودوائرهم ومراكزهم العلمية والسياسية ، وهذا النوع من التفكير خاص بالمثقف والمتنور التقدمي جداً ، والذي تعده الدنيا شخصاً ثورياً ، وجميع الاشخاص الذين ظهروا بعنوان قادة ثوريين في القرن العشرين من بين مجتمعات « الشعوب المغضوب عليها في الارض » رفعوا هذا الشعار ، وهو العودة الىٰ الذات وتلقي القيم والاطر الثقافية الغربية.
والذي اطلبه هو دراسة الحركات التقدمية التي قامت في مجتمعنا خلال القرن الاخير في مقابل الغزو والمؤامرات الغربية ، فاي نهضة وحركة وقفت امام لعبة « العصرنة » التي كانت تروج لكل الثقافات والبضائع الغربية ، وقاومت بعد المتعصرنيين المحليين الذين كانوا يسمون انفسهم خطأً المتنورين والتقدميين ! ستجدون في مقدمة جميع الحركات التي قاومت ووقفت بوجه الغزو الثقافي وحتىٰ السياسي والاقتصادي الغربي واوجدت حالة وعي في الامة ، شخصيات علمائية اسلامية تقدمية وشجاعة وواعية.