رغم جميع تلك القوة والسلطة التي كانت لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد كان متواضعاً مع الناس ، ومع ان قوته كان ترهب الدول العظمىٰ آنذاك ، لكنه كان يسبق الآخرين في السلام ، فلم يرىٰ طول حياته ان يسبقه احد في السلام ( حتىٰ الاطفال ) ، واذا كان ذبح شاة ، كان يذبحها بيده ، وكثيراً ما كان يحدث ان يدعوه الفقراء الذين كانوا يفترشون الارض الىٰ ان يجلس ويأكل معهم ـ وهو في طريقه ـ فكان صلىاللهعليهوآله وهو القائد العظيم ورسول رب العالمين ، يجلس علىٰ الارض الى جانبهم بكل سرور ، ويأكل معهم ، كان يقبل بدعوة غلام اسود لأكل قرص شعير ، ويساعد اهل بيته في ادارة الرحىٰ ، وكان يحلب النعجة بيده ، ويرقع ثوبه أو نعله وعندما كان متجهاً الىٰ حرب خيبر كان يركب حماراً ، لجامه وسرجه من ليف النخل ، وكان ذلك يعبر عن التواضع في ذلك الزمان ، وفي احدىٰ المرّات كل رجلاً يحدثه ويرتجف ، فتألم النبي صلىاللهعليهوآله من ذلك كثيراً ، وقال له : لماذا تخاف منّي ؟! فأنا لست ملكاً ، انا نبي.
أي انّ الناس يخافون عندما يقفون امام ملوك وجبابرة الارض ، لكن يجب ان لا يخافون من الانبياء والرجال الربانيون ، لأنهم مع قوتهم ، يحبون للناس الحياة.
وعندما دخل عليه عدي بن حاتم قبل ان
يسلم ، اجلسه النبي صلىاللهعليهوآله
علىٰ ردائه وجلس هو علىٰ الارض وهناك نماذج كثيرة علىٰ تواضع رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله
في حياته ، تجعل القارىء والمشاهد في غاية الحيرة ، أوليس من العجب ان رجلاً يسيطر علىٰ الجزيرة العربية ، وفي قبضته حياة وأموال اهلها ،