٧ ـ يجب ان يكون القاضي انساناً وقوراً
وحكيماً لكي لا يتأثر بمدح او هجاء اطراف النزاع له. وقد جمع الامام امير المؤمنين عليهالسلام هذهِ الشروط كلها
في عهده الذي كتبه لمالك الاشتر حينما ولّاه مصر ، فقال (١)
: « ثم اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك
في نفسك ممن لا تضيق به الامور ولا تحكمه الخصوم ولا يتمادىٰ في الزلّة ولا يحصر في الفيء الىٰ
الحق اذا عرفه ولا تشرف نفسه علىٰ طمع ولا يكتفي بأدنىٰ فهم دون اقصاه
واوقفهم في الشبهات ، وآخذهم بالحجج ، واقلهم تبرماً بمراجعة الخصم واصبرهم علىٰ تكشف الامور واصرمهم عند اتضاح الحكم ممن لا يزدهيه اطراء ولا يستميله اغراء ». الدكتور : رفاقي الاعزاء ، من خلال
معلوماتي الكثيرة عن القوانين القضائية في العالم ، يجب ان اعترف بصراحة ، ان مثل هذهِ الشروط التي يجب توفرها في القاضي بحكم العقل والمنطق ، غير موجودة في جميع دول اوروبا وامريكا وفي صميم اكثر الدول تحضراً علىٰ الارض ، علىٰ الرغم من ذلك الضجيج الذي احاطوا انفسهم به ، ومما يبعث علىٰ التعجب والحيرة هو ان المسلمين وعلى الرغم من امتلاكهم مثل هذهِ الذخائر من القوانين القضائية العلمية يمدون ايديهم الىٰ انظمة الغرب ليستعيروا منها قوانينهم الوضعية. ________________التعجب والحيرة !
(١) نهج البلاغة : ١٣٠ ، طبعة مصر.