٧ ـ روى ابن أبي شيبة عن زيد بن اسلم ، عن
أبيه اسلم ـ وهو مولى عمر ـ : « أنّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كان علي والزبير
يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلمّا بلغ ذلك عمر
بن الخطّاب ، خرج حتّى دخل على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله ، والله ما من أحد
أحبّ إلينا من أبيك ، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك
بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، إنّ أمرتهم أن يحرّق عليهم البيت ».
وسند هذه الرواية صحيح ، أو قل : حسن
بالتعبير الدارج على ألسنة المحدثين.
٨ ـ روى ابن عبد ربّه : « فأمّا علي
والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتّى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطّاب
ليخرجوا من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أن
يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت : « يا بن الخطّاب ، أجئت لتُحرق دارنا »؟
قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأُمّة ».
٩ ـ وروى المتّقي الهندي عن أسلم : « فلمّا
بلغ ذلك عمر بن الخطّاب خرج حتّى دخل بيت على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله ...
وأيم الله ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم
الباب ، فلمّا خرج عليهم عمر جاؤها قالت : تعلمون أنّ عمر قد جاءني وقد حلف بالله
لئن عدتم ليحرقن عليكم الباب »
، وغيرها من مصادر أهل السنّة.
وممّا يؤيّد ما سبق اعتراف أبي بكر
وإقراره ، بل وتظاهره بالندم على كشفه لبيت الزهراء عليهاالسلام
، فعن عبد الرحمن بن عوف قال : « دخلت على أبي بكر أعوده فاستوى جالساً ... ، فقلت
: ما أرى بك بأساً والحمد لله ، فلا تأس على الدنيا ، فو الله إن علمناك إلاّ كنت
صالحاً مصلحاً ، فقال أبو بكر : إنّي
____________