( حسين قرقور ـ البحرين ـ .... )
س : من الآداب الإسلامية ، إذا جاء أحد لزيارة أحد البيوت يخرج الرجل إلى استقبال الزائر ، فلماذا لم يخرج الإمام علي عليهالسلام يوم هجوم القوم على الزهراء؟ وهو جالس في المنزل؟ أليس على الإمام عليهالسلام هو الذي يخرج ليستقبلهم بدل الزهراء؟
أو لماذا لم يخرج أحد الصحابة الذين كانوا مع الإمام علي عليهالسلام في ذلك الوقت لاستقبالهم؟ لماذا تذهب امرأة لمقابلة رجال.
ج : أوّلاً : لم يأت القوم إلى بيت الزهراء عليهاالسلام زيارة ، وإنّما كان هجوماً كما ذكرتم ، حيث جاء جماعة للحرب على صورة همجية بصياح وعربدة.
وثانياً : خروج الزهراء عليهاالسلام لهم كان من باب أن يرتدع القوم من الهجوم على بيت بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لأنّ المخاطب لهم من وراء الباب هو بنت نبيّهم ، التي قال في حقّها رسول الله صلىاللهعليهوآله : « فإنّما هي بضعة منّي ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها » (١).
فهل ارتدع القوم ورجعوا؟! أم أنّ عمر لمّا أمر بإحراق البيت ، قيل له : إنّ فيها فاطمة؟ فقال : وإن!! (٢) ، وإن في شخوص الزهراء خلف الباب ، ومحاججتها مع القوم ، هو إتمام الحجّة عليهم ، وعلى جميع المسلمين ، ولكن أين مَن له قلب؟! وأين من يلقي السمع وهو شهيد؟!
____________
١ ـ صحيح البخاري ٦ / ١٥٨ ، مسند أحمد ٤ / ٥ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٦٠ ، المستدرك ٣ / ١٥٩ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ١٣٣ ، ينابيع المودّة ٢ / ٥٣ و ٤٧٨ ، الآحاد والمثاني ٥ / ٣٦٢ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٤٠٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٥٦.
٢ ـ الإمامة والسياسة ١ / ٣٠.