وفي الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « كان علي بن الحسين عليهماالسلام لا يرى بالعزل بأساً ، يقرأ هذه الآية : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى ) فكُلّ شيء أخذ الله من الميثاق فهو خارج ، وإن كان على صخرة صماء » (١).
أقول : ورواه في الدرّ المنثور عن ابن أبي شيبة ، وابن جرير عنه عليهالسلام ، وروي هذا المعنى أيضاً عن سعيد بن منصور ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله.
واعلم أنّ الروايات في الذرّ كثيرة جدّاً ، وقد تركنا إيراد أكثرها لوفاء ما أوردنا من ذلك بمعناها ، وهنا روايات أُخر في أخذ الميثاق عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وسائر الأنبياء عليهمالسلام ، سنوردها في محلّها إن شاء الله تعالى » (٢).
( علي ـ ... ـ ..... )
س : ما هو عالم الذرّ؟ وكيف يؤثّر هذا العالم على شخصيتنا ومستقبلنا؟
ج : المستفاد من النصوص أنّ عالم الذرّ هو عالم الميثاق وأخذ العهود ، أي أنّ العنصر البشري قد مرّ بمرحلة خاصّة في تكوينه ، تسمّى عالم الذرّ ، أودع الله سبحانه فيه قدرة كامنة في وجوده ، يمكنه من التطلّع على الحقّ ، والانجذاب نحوه ، وهي ما تسمّى بالفطرة.
وبهذه الميزة الفريدة يميل الإنسان في عالم الدنيا إلى التقرّب من المُثل العليا ، والكمال المطلق ، ومن ثمّ معرفة التوحيد ، وبعض أركان العقيدة الصحيحة.
____________
١ ـ الكافي ٥ / ٥٠٤.
٢ ـ تفسير الميزان ٨ / ٣٣١.