الله بن مسعود ، وعبد الرحمن بن قتادة ، وأبي الدرداء ، وأنس ، ومعاوية ، وأبي موسى الأشعري.
كما روي من طرق الشيعة عن علي ، وعلي بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، والحسن بن علي العسكري عليهمالسلام ، ومن طرق أهل السنّة أيضاً عن علي بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد عليهمالسلام بطرق كثيرة ، فليس من البعيد أن يدعى تواتره المعنوي.
وفي الدرّ المنثور أيضاً : وأخرج ابن سعد وأحمد عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي ، وكان من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم ، ثمّ أخذ الخلق من ظهره ، فقال : هؤلاء في الجنّة ولا أبالي ، وهؤلاء في النار ولا أبالي » ، فقال رجل : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال : « على مواقع القدر » (١).
أقول : القول في ذيل الرواية نظير القول في ذيل رواية أبي أُمامة المتقدّمة ، وقد فهم الرجل من قوله : « هؤلاء في الجنّة ولا أبالي ، وهؤلاء في النار ولا أبالي » الخبر ، سقوط الاختيار ، فأجابه صلىاللهعليهوآله بأنّ هذا قدر منه تعالى ، وأنّ أعمالنا في عين أنا نعملها ، وهي منسوبة إلينا ، تقع على ما يقع عليه القدر ، فتنطبق على القدر وينطبق هو عليها ، وذلك أنّ الله قدّر ما قدّر من طريق اختيارنا ، فنعمل نحن باختيارنا ، ويقع مع ذلك ما قدّره الله سبحانه لا أنّه تعالى أبطل بالقدر اختيارنا ، ونفي تأثير إرادتنا ، والروايات بهذا المعنى كثيرة.
وفي الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ ) (٢) قال : « الحنفية من الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله » ، قال : فطرهم على المعرفة به.
____________
١ ـ الدرّ المنثور ٣ / ١٤٤.
٢ ـ الحج : ٣١.